مقتبس من كتاب النجف الأشرف في ذاكرة الزمان تأليف السيد عبد الهادي الحكيم
المصدر : مكتبة الروضة الحيدرية
أما المعالم الأثرية والتاريخية والمتميزة فعديدة أذكر منها: هضبة النجف، فبحر النجف، فطارات النجف، فسراديب النجف، فسور النجف.
هضبة النجف
يواجه الباحثون الجيولوجيون مشكلة علمية محيرة في آلية نشوء هضبة النجف لا زالت مستعصية على الفهم والتحليل ضمن قوانين هذا العلم الطبيعية المعروفة، وهو ما حدا بباحث متخصص منهم الى القول بأن نشوء هذه الهضبة واجهه والباحثين في اختصاص علوم الأرض بما أسماه “بتناقض النظريات أو تقاطع الشواهد والدلائل بما يؤدي الى إحراج قوانين المعرفة العلمية أمام التحليل المنطقي لمعطيات الوضع الجيولوجي للهضبة، وفي ذلك تعتبر آلية نشوء هضبة النجف من المعضلات الجيولوجية التي لم تزل قائمة، ولا يتوفر حاليا نموذج منطقي يفسر كيفية نشوئها بالرغم من أنها خضعت الى بعض الدراسات الجيولوجية (…) ولكي نتلمس مشكلة الإخفاق في التوصل الى نموذج (موديل) منطقي يستند على قوانين المعرفة الجيولوجية يفسر آلية نشوء هضبة النجف، لابد من الإشارة الى الحقائق الخاصة بالإطار الجيولوجي لهضبة النجف “(22) لنكون على بينة من الأمر. وبعد أن يستعرض الباحث تلك الحقائق من:
1- كون شكل الهضبة المثلث من صنف متساوي الضلعين، وهو يندرج ضمن الهيأة المروحية لرسوبات نهرية معروفة بالدلتا.
2- ارتفاع الهضبة حاليا عن مستوى سطح البحر بمقدار يصل الى 176 مترا في إحدى المواقع على سطحها، كما ترتفع عن مستوى السهل الرسوبي في منطقة نهر الفرات بمقدار 25 مترا تقريبا.
3- إطلالة الهضبة من طرفيها الغربي والجنوبي على منخفض بحر النجف إطلالة حادة شكلت جرفا صخريا بلغ ارتفاعه عن بحر النجف بحوالي 40 مترا.
4- إن سطح الهضبة يغطيه تكوين الدبدبة من حقبة البلايوسين من أواخر العصر الثلاثي وبدايات العصر الرباعي، وتتكون رسوبيات التكوين من صخور رملية مترسبة من بيئة نهرية فيضية.
5- إن مناطق هضبة النجف من الناحية التركيبية هي مناطق هابطة، في حين أن مناطق بحر النجف هي مناطق صاعدة، كما أن أنماط مضارب الفوالق الطولية والمستعرضة وتقاطعاتها لا تنسجم مع اتجاهات امتدادات طاري النجف والسيد.
6- كونها تنتهي بصورة حادة مقطوعة على امتدادات مشارف الهضبة على منخفض بحر النجف أي بامتداد طاري النجف والسيد.
7- ثم أنه لم ترصد أية شواهد لوجود امتدادات لرسوبيات تكوين الدبدبة في مناطق بحر النجف الذي تطل عليه هضبة النجف من جهة طار النجف إطلالة حادة، ولم ترصد أية شواهد لوجود تكوين الدبدبة في المناطق التي تطل عليها هضبة النجف من جهة طار السيد إطلالة حادة أيضا.
ثم يطرح الباحث الجيولوجي مجموعة تساؤلات محاولاً الإجابة عنها من خلال طرح الاحتمالات الطبيعية للإجابة كافة متبعا في طرحه التحليل المنطقي بالاستناد الى وقائع الخصائص الجيولوجية للمنطقة وفق معطيات علم الأرض، لينتهي بعدها الى القول: ” بأن البحث في آلية نشوء هضبة النجف تتطلب التأمل لتزاحم التناقضات التي أوردناها حول واقع خصائص جيومورفولوجية هضبة النجف والآليات التقليدية المعروفة بحمم الأرض لنشوء هذا النوع من التهضّب، وفي ذلك توصلت الى في بحثي حول هذه المعضلة بأن نشوء هضبة النجف تبدو لي صورة من صور الإعجاز الإلهي، وهي خارجة عن قوانين المعرفة الجيولوجية التي يمتلكها الإنسان “(23)
ثم يستعرض الباحث ما ورد في القرآن الكريم عن قصة الطوفان، ثم ما جاء في الألواح السومرية عن أخبار الطوفان من أسماء مدن عراقية في سهل وادي الرافدين ومن ملوك حكموا مناطق وادي الرافدين قبل الطوفان ويستدل بما ذهب اليه بعض العلماء المتخصصين بآثار ودراسات وحضارات وادي الرافدين القديمة مثل السير وليام ويلكوكس، والسير ليونار دوولي من أن أرض الطوفان هي أراضي دلتا الفرات ودجلة شمال أور الكلدانيين، ويدعم ذلك اكتشاف الخبير الآثاري ليوناردوولي آثار الطوفان في تنقيباته في أور، ثم تعزز ذلك الاعتقاد بإعلان البعثة الآثارية لجامعة أكسفورد الشهيرة عن اكتشاف مماثل لآثار الطوفان في منطقة كيش مشيرا الى ” إجماع معظم الباحثين” في أرض الطوفان أن أرض الرافدين كانت موطن قوم نوح، معززا ذلك بمقولة الباحث الشهير بتاريخ حضارات وادي الرافدين السير وليم وليكوكس التالية: ” يجب أن نتذكر ونحن في دلتا دجلة والفرات أننا في بلاد الطوفان “.ثم يتساءل بقوله: إذا كان وادي الرافدين هو موطن قوم نوح وأنهم بنص القرآن قد أغرقوا بالطوفان فأين رست سفينة نوح وأين موقع الجودي الذي استوت عليه.
لينتهي بعد ذلك كله وبعد ما قدمه من أدلة علمية الى ” أن نشوء هضبة النجف خارجة عن قوانين المعرفة الجيولوجية التي يمتلكها الإنسان ” الى نتيجة مفادها ” أن هضبة النجف كانت مرساة سفينة نوح (…) ولا يمكن أن يكون سواها، لانبساط مناطق السهل الرسوبي الشاسعة التي تبرز فيها جزيرة شاخصة عندما يُغرق الطوفان مناطق ذلك السهل الرسوبي الشاسعة وما حولها من مناطق، وهنا نضيف الى ذلك ملاحظة مهمة حول ملائمة هضبة النجف كمرساة تلجأ اليها سفينة تخوض غمار الطوفان بأمواجه المتلاطمة من اضطراب جريان المياه الذي يكون أشده في مسار التالوك لنهري دجلة والفرات، وأن الطاقة العالية لتلك الأمواج تتلاشى في الاتجاهات البعيدة عن مجرى النهرين وحوضهما سيّما وأن موقع هضبة النجف تبعد حوالي مائة كيلو مترا عن مجرى نهر الفرات في زمن الطوفان (…) مما يؤمن رسوها فوقها ” (24)
إن هذه النتيجة العلمية التي انتهى اليها الباحث سبق أن نصت عليه العديد من الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) كالزيارة المروية عن الإمام علي بن الحسين (ع) زين العابدين يوم زار قبر جده الإمام علي(ع) في النجف فقال: ” السلام عليك وعلى ضجيعيك آدم ونوح وعلى جاريك هود وصالح ” والحديث الوارد عن الإمام الصادق (ع) بنصه التالي: ” إذا زرت جانب النجف فزر عظام آدم وبدن نوح وجسد علي بن أبي طالب…” (25)
وقد ذكر ابن بطوطة حين ورد إلى النجف سنة 725 هـ، وكتب في رحلته الشهيرة عن المرقد المطهر وما فيه من فرش ومعلقات، قال: وفيوسط القبة مصطبة مربعة مكسوة بالخشب عليه صفائح الذهب المنقوشة المحكمة العمل مسمرة بمسامير الفضة قد غلبت على الخشب لا يظهر منه شيء وارتفاعها دون القامة وفوقها ثلاثة من القبور يزعمون أن أحداها قبر آدم عليه السلام والثاني قبر نوح، والثالث قبر علي عليه السلام. كما ذكر ذلك أيضا الرحالة سيدي علي التركي في كتابه ” مرآة المماليك “: أنه حين زار النجف سنة 961ﻫ النجف زار الإمام علي (ع) فيها كما زار فيها أيضا قبري النبيين آدم ونوح (ع).
بحر النجف
ومن معالم النجف الأخرى )بحر النجف)، ويقع عند حافة الهضبة الصحراوية في الجنوب الغربي من المدينة حيث تطل مدينة النجف الأشرف اليوم على مزارع شاسعة يشقها جدول عذب الماء صغير يوصل عذب مائه اليها من عبير نهر رائق يجري في مدينة (أبي صخير) المجاورة.
وتصل بحر النجف – الذي أسماه الآراميون قديما باسم ” فرثا ” ومعناها البثقة – مياه الجداول والأنهار من الفرات، وتصب فيه مياه الفيضانات لانخفاض أرضه.
وقد أشار الى بحر النجف الجغرافي والمؤرخ المعروف أبو الحسن المسعودي المتوفى سنة (346هجرية) في كتابه مروج الذهب بقوله: ” وكان البحر حينئذ في الموضع المعروف بالنجف (…) وكانت تقدم هناك سفن الهند والصين ترد الى ملوك الحيرة “.(26)
وقد نقل الينا ابن الدبيثي عن عبد الجبار بن معية العلوي أنه ” خرج قوم من أهل الكوفة يطلبون (الأحجار الغروية) يجمعونها لأيام الزيارات والمعيشة بها – وبالكوفة من يعمل ذلك الى اليوم- وأبعدوا في الطلب الى النجف، وساروا فيه حتى خافوا التيه، فوجدوا ساجة كأنها سكّان مركب عتيقة، وإذا عليها كتابة، فجاؤوا بها الى الكوفة، فقرأناها فإذا عليها مكتوب: سبحان مجري القوارب، وخالق الكواكب، المبتلي بالشدة امتحانا، والمجازي بالإحسان إحسانا، ركبت في البحر في طلب الغنى ففاتني الغنى وكسر مركبي، فأفلتُّ على هذه الساجة، وقاسيت أهوال البحر وأمواجه ومكثت عليها سبعة أيام، ثم ضعفت عن مسكها، فكتبت قصتي بمدية كانت معي في خريطتي، فرحم الله عبدا وقعت هذه اليه فبكى لي، وامتنع عن مثل حالي”.(27)
يقول الباحث الدكتور كاظم الجنابي في بحثه الأكاديمي: ” وتدل الآثار والأبنية المنتشرة على الضفة الشرقية لبحر النجف انها كانت مسكونة في الفترة الواقعة من العصر الساساني المتأخر الى القرن الثالث الهجري تقريبا، كما أثبتت حفائر منطقة الخورنق وتل أم عريف، ومما يسترعي النظر أننا عثرنا على جملة سلالم مشيدة بالآجر الأحمر قياس: 24× 24 ×8 سم كانت تتنزل من أعلى الضفة الشرقية الى ساحل بحر النجف “، وكان من الشائع أن تبنى هذه السلالم إما كمتنزهات ملحقة بقصور الحيرة، وإما كأرصفة للتجارة البحرية “.(28)
ويدعم الاحتمال الثاني أن تجارة الحيرة أيام ازدهارها ” قد ارتبطت ارتباطا وثيقا ببحر النجف فقد كان أحد المسالك الرئيسة لنقل تجارتها، سواء كان نقلا داخليا أم نقلا خارجيا عبر الخليج العربي ومن ثم الى العديد من البلدان، فعن طريق بحر النجف ونهر الفرات والخليج العربي ينقل سكان الحيرة من التمور والمواشي والمحاصيل، كما أنه عبر هذا الطريق المائي تصلهم الواردات من الشام وبلاد الرومان واليونان ومن الهند والصين وشرق أفريقيا، ومن المعادن والحرير والقرنفل والصمغ والمرجان وغيرها “.(29)
وحين دالت دولة الحيرة ” استمر دور بحر النجف في ربط هذه المنطقة في العصر الإسلامي بجهات واسعة من العراق جنوبا حيث الخليج العربي، وشمالا مع الفرات الى بلاد الشام.
ولذلك فقد كان له دور مهم في كسر العزلة الجغرافية لهذه المنطقة وحواضرها وقد تضاءلت هذه المهمة إثر سدّ الفتحات التي من خلالها كان يموّن نهر الفرات هذا المنخفض وذلك في عام 1887م في عهد السلطان عبد الحميد الثاني بهدف استغلال أراضيه في زراعة بعض المحاصيل الزراعية”(30)
وقد ورد ذكر بحر النجف باسم بحر ” بانقيا ” في الشعر العربي القديم، وبانقيا – اسم من أسماء النجف كما تقدم – فقد أشار الشاعر الأعشى قيس بن ميمون من قصيدة له واصفا تدافع ماء بحر النجف بقوله:
فما (نيل مصر) إذ تسامى عبابه ولا بحر(بانقيا) اذا راح مفعما
يقول المحقق طه باقر: أبانت التحريات الجيولوجية أن نهر الفرات كان يتصل في عصور ما قبل التاريخ البعيدة بمنخفض الحبانية وأبو دبس وبحر النجف، وأن هذه المنخفضات كانت متصلة ببعضها مكونة واديا طويلا متصلا من الشمال الى الجنوب “. (31)
ومما يؤيد ذلك ما ورد عن المؤرخ والجغرافي المسعودي حيث يقول: ” وقد كان الفرات لأكثر من مائة ينتهي الى بلاد الحيرة ونهرها بيّن الى هذا الوقت، فيصبّ في البحر الحبشي في الموضع المعروف بالنجف في هذا الوقت، وكانت تقدم هناك سفن الصين والهند ترد الى ملوك الحيرة، وقد ذكر ما قلنا عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة الغساني حين خاطب خالد بن الوليد أيام أبي بكر بن أبي قحافة حين قال له: ما تذكر..؟ قال: أذكر سفن الصين وراء هذه الحصون “.(32)
وقد وصف الرحالة البرتغالي تكسيرا بحيرة النجف أو بحره وكان وقف عليه يوم وصله في ربيع الثاني من عام 1013- كما تقدم- بقوله: “ليس لهذه البحيرة شكل معين لكنها تمتد بطولها حتى يبلغ محيطها خمسة وثلاثين إلى أربعين فرسخاً. وهناك فيما يقرب من منتصفها ممرّ ضحل تستطيع الحيوانات اجتيازه خوضاً في المواسم التي يقل فيها ماء البحر، ويقول كذلك إن هذه البحيرة كانت شديدة الملوحة، ولذلك كان يستخرج منها الملح الذي يباع في بغداد والمناطق المجاورة، ومع ملوحتها هذه كان يكثر فيها السمك بحجومه وأنواعه المختلفة، ولهذا يسميها الناس هناك بحيرة الرهيمة “.
وفي 1853 زار النجف الرحالة الإنكليزي لوفتس، وقد كان عضواً من أعضاء لجنة الحدود التي تجولت في منطقة الحدود العراقية الإيرانية في 1849 وقد جاء إلى النجف الأشرف في صيف 1853 م ووقف على بحر النجف فقال عنه ” انه يمتد نحو الجنوب الشرقي إلى مسافة أربعين ميلا، وينشأ من نهايته السفلى نهران يقال لهما: شط الخفيف (Khuff) وشط العطشان. وحينما يطغى الفرات طغيانه السنوي المألوف يفيض إلى بحر النجف فتصبح المسافة الممتدة بينه وبين السماوة كلها قطعة واحدة من المياه، يطلق عليها “خور الله” أما ماء هذا البحر فيكون عذباً صالحاً للشرب حينما تصب فيه مياه الفرات، ويصبح ملحاً اُجاجاً حينما تنقطع عنه، وعند ذلك يضطر الأهالي إلى جلب الماء من الكوفة. ” (33).
أما الرحالة بارلو الذي زار العراق عام 1306 هجرية الموافق لعام 1889م فقد تحدث عن بحر النجف بقوله:” يبلغ طول بحيرة بحر النجف60 ميلا وعرضها 30 ميلا وكان خير طريق للمواصلات بين النجف وسائر جهات العراق، بل حتى بين النجف وخارج العراق وأن أكثر الزائرين الذين يقدمون من الهند لزيارة الأماكن المقدسة في كربلاء والنجف كانوا يسلكون طريق الفرات. وان سفنا كبيرة ذات حمولة تبلغ خمسين طنا تمرّ من هذا الطريق النهري الذي ينتهي بالنجف “(34)
كما “قامت شركة الاستكشافات النفطية العراقية بدراسة بواسطة الأقمار الصناعية لمناطق النجف، كربلاء والرمادي تبيّن منها أنّ مجرى النجف يشكل لساناً غامق اللون يمتد باتجاه شمال الغرب نحو طار السيد ولمسافة بحدود 25 كم، وهذا اللسان بدوره يشكّل امتداداً طبيعياً للسهل الرسوبي المتكون من مترسبات نهري دجلة والفرات ويمكن الاستنتاج بأن الفرات في العصور السحيقة كان يجري باتجاه هيت، منخفض الرزازة، طار السيّد، بحر النجف، جنوب النجف.
ولاحظ عالم الآثار الأمريكي Gibson في دراسة نشرها سنة 1972م أنّ هناك نهراً عباسياً كان يسمى (نهر سعيد) يأخذ مياهه من الجهة الغربية لنهر الفرات الحالي عند مدينة هيت، والظاهر ان هذا النهر كان من بقايا مشروع إروائي يرجع إلى القرن الرابع الميلادي يسمى (خندق سابور)، وقد اُعيد حفره في زمن العباسيين حيث كان يجهّز الماء إلى خطّ الحصون في الصحراء الرملية (مناطق غرب الفرات الحالية) ومزارع النجف الحالية قبل أن يفرّغ مياهه في الخليج قرب البصرة.
وأوضحت صور التقطتها (شركة الاستكشافات النفطية العراقية) بالأقمار الصناعية وجود مجار واسعة ومطمورة في المنطقة الواقعة في جنوب السماوة الحالية حتى جنوب الناصرية، وأنّ هذه المجاري قد تكون قديمة حيث يمكن أن تربط مع مجاري الفرات القديم بين هيت والنجف لتكوين مجرى كامل ولكنّه تقريبي جداً يبدأ من هيت وينتهي جنوباً قرب غرب الناصرية.
يعتقد الباحث (الساكني) أنّ جفاف مجرى الفرات القديم وتحوله يرتبط بجفاف مجرى هيت ـ النجف،وهذا يشمل مأخذ النهر قبل جفافه، وأن جفاف مجرى هيت وتحوله أدّى إلى جفاف المجرى جميعه وتحوّله إلى مجرى جديد آخر، وبذلك يكون الفرات قد دخل في طور جديد سُمّي بالطور الثاني. لكننا لا نعرف الحقبة الزمنية التي مرّت على بقاء نهر الفرات (في مجرى الكرمة) لكوننا لا نعرف الحقبة التي بدأ يتحول فيها الفرات من مجراه القديم إلى مجرى الفرات الحالي “.(35)
طارات النجف
تشكل الطارات أحدى الظواهر الطبيعية لمدينة النجف الأشرف وتقع في الأطراف الغربية والجنوبية للمدينة حيث ينقطع امتداد الهضبة فجأة مشكلة جرفا صخريا حادا تسمى بالنواويس ولعلها هي التي أشار اليها سيد الشهداء الإمام الحسين (ع).وهو في طريقه الى أرض العراق محددا مكان مصرعه (ع) يوم قال: ” وكأني بأوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا “.
ويمكن للمشاهد أن يلاحظ وجود طارين يحيطان بالنجف الأشرف يبدأ أولهما المسمى بـ”طار النجف” من منطقة الحيرة جنوب النجف ويتجه غربا ويبلغ طوله حدود (65 كم) وترتفع أعلى نقطة ارتفاع فيه بحدود (176) مترا. ويحيط ثانيهما المسمى ب “طار السيد ” بالمدينة المقدسة من جهتها الغربية ويبلغ طوله حوالي (60 كم) و ترتفع أعلى نقطة فيه بحدود (132) مترا.ويلتقي الطاران في منطقة وادي اللسان. (36)
وقد تهيأت لي فرصة الوقوف وقفة متأنية عند هذه الطارات ذات الكهوف الطويلة وتصوير بعضها أثناء كتابتي مع بعض الفضلاء دليلا لمحافظة كربلاء في سنوات خلت ويذهب بعض النجفيين الى أن الطارات كانت تستخدم كمدافن لسكان الحيرة القدماء.
أهوار النجف ووديانها
وفي محافظة النجف الأشرف مجموعة أهوار مختلفة أهمها: (هور أبو نجم) و(هور الجبسة) و(هور الصليبات) التي ” نشأت في مواقع منخفضة مغلقة التضاريس بسبب عوامل الحركات البنيوية الحديثة، وقد اعتبر بعض الجيولوجيين أن مواقع تلك الأهوار مؤشرات ميدانية على أنشطة تلك الحركات ” (37)وقد تعد هذه الأهوار الحديثة التكوين ” تطورا لشيخوخة بحر النجف “
وتوجد في محافظة النجف أيضا عدد من وديان بمئات الكيلومترات تنحدر من أراضي المملكة العربية السعودية من أمثال (وادي حسب) و(وادي الخرّ) و(وادي الجلّ) وغيرها.
سراديب النجف
تشتهر مدينة النجف الأشرف بالسراديب وهي أبنية تحت الأرض ينزل اليها النجفيون في الصيف للنوم والاستراحة،وبخاصة في ساعات الظهيرة، توقيا من قيظ الصيف الحارق أو تلافيا لهبات العواصف الرملية الشديدة التي تعصف بالمدينة المقدسة أحيانا، كما تستعمل السراديب كبرادات للمياه وأماكن لحفظ المأكولات في الصيف، ومخابيء للاحتماء من هجمات الأعداء الذين دأبوا على مهاجمة النجف الأشرف بين الفينة والأخرى، كما تستعمل آبار السراديب الموصولة ببعضها للهرب من ملاحقة الأعداء وقت الحروب والاعتداءات،وقد تسلل عبرها بعض ثوار النجف الأشرف بعد قضاء الانكليز على ثورتهم التحررية الكبرى ناجين بأنفسهم من حملات المداهمة والاعتقال وأحكام الإعدام.
وللسراديب بشكل عام نظام تهوية في أحد جدرانه متكون من ممر هوائي يربط بين السرداب وسطح الدار يسميه النجفيون بالبادكير.
وقد صنف النجفيون سراديب النجف الى أصناف منها: الأرضي ويبلغ معدل عمقه 6 أمتار يخترق خلالها الطبقة الأولى من طبقات هضبة النجف.وسرداب نصف السن ويبلغ معدل عمقه حدود 11 مترا ويخترق الطبقتين الأولى والثانية من الهضبة. وسرداب السن ويبلغ معدل عمقه حدود 14 مترا ويصل الى الطبقة الرابعة من الهضبة وسرداب سن الطار ويبلغ عمقه بحدود 18 مترا ويصل الى الطبقة السادسة من طبقات الهضبة. (38)
وتشتهر بعض المدارس الدينية بسراديبها الواسعة نتيجة حاجة نزلائها من الطلاب لها وقد وصف لنا الشيخ محمد الخليلي تصميم بعضها فقال:” لقد روعي في هندسة المدارس العلمية في النجف طبيعة البلد فكان لابد من حساب (للسراديب) في أغلب أبنية المدارس وتقوم هذه السراديب في جهة واحدة من عمارة المدرسة أو جهتين أو الجهات الثلاث أو الجهات الأربع من العمارة ينزل اليها بواسطة سلالم، وتسمى بالسراديب الفوقانية في مصطلح النجفيين، وفي بعض المدارس الاُخرى سراديب تقام تحت السراديب الفوقانية وهي ما تسمى بالسراديب (نيم سن) والكلمة فارسية معناها منتصف (السن) والسن طبقة من الرمل المتحجر ينحت فيه الناحت سرداباً آخر، وهنالك من السراديب ما هو أعمق من (النيم سن) ويسمى بسرداب (السن) ويحفر (للسن) أو (للنيم سن) في وسط المدرسة حفيرة على هيئة متوازي الأضلاع بقطر مترين أو أقل من ذلكوفي عمق عشرين متراً أو أقل من ذلك لينفذ هذا الحفر من متوازي الأضلاع إلى وسط السرداب بقصد ايصال النور وسحب الماء البارد إلى الأعلى كما تحيط بالسراديب من أطراف أعاليها شبابيك لنفوذ النور والهواء، فضلا عن عدد من المنافذ الهوائية المتصلة من أعلى سطح العمارة بالسراديب الفوقانية وهي التي تسمى (بالبخاريات) ثم تبنى هذه السراديب في الغالب بالآجر وتزخرف وقد تترك سراديب السن على حالها وهي منحوتة من طبقة السن التي تشبه الصخور أو تزين جدرانها بالآجر وقد تزين الجدران وأرض السراديب بالكاشاني.
وكثيراً ما تفتح في السراديب منافذ تتصل ببئر المدرسة إذ المفروض أن يكون في كل بيت وفي كل عمارة بئر ماء تتصل بالبئر المجاورة لها وهذه تتصل ببئر اُخرى. وهكذا حتى تتجمع المياه في بئر كبيرة تستمد مياهها من نهر الفرات ويتحول السكن في الصيف في وسط البيت أو وسط المدرسة إلى هذه السراديب وتتم فيها المطالعة وتناول طعام الغداء والقيلولة وقد تمسي في بعض ليالي الصيف عند اجتياح العواصف الرملية المدينة ملاذاً للطلاب يقضون فيها الليل نياماً “(39)
ولطالما وقانا السرداب ووقى طلاب العلوم الدينية وضيوف وزوار النجف الأشرف ببرودته وتهويته ورطوبته المحببة من لسعات الحر وعواصف الغبار طيلة أشهر الصيف وبعض من أشهر الربيع التي غالبا ما تصاحبها هبات الغبار والأتربة، ووفر لنا السرداب ساعات استراحة مقبولة وأوقات قراءة ودراسة وكتابة مبتغاة، نهارا غالب الأحيان، وليلا متى ما دعت الظروف الجوية الحارة لذلك.
سور النجف
أحاطت النجف نفسها بسور يقيها هجمات الأعداء وهم كثر وبخاصة غارات أعراب البوادي، ولذلك فقد حصنت عتبتها المقدسة وأهاليها بسور كان ” على بعد خطوات من مرقد الإمام، واتخذت المقبرة خلف السور مباشرة، ثم بدأ الأحياء بغزو الأموات كلما ضاقت المدينة بالنفوس فيزول السور وتزول معه المقابر ليقوم سور آخر على مسافة أبعد منه، ولا يعرف كم سورا أقيم على النجف منذ تأسيسها عدا الأسوار الأربعة التي يذكرها المؤرخون، وكانت المدينة تضيق بالنفوس فلا يسعها أن تتجاوز السور خوفا من السطو على بيوتها الخارجية، وقد شهد الكثير منا بقية علائم الخوف ورأى كيف كانت المدينة تبادر الى إغلاق أبواب السور عند غروب الشمس أو بعيد الغروب بقليل ولا بدّ أن نكون قد سمعنا بما كان يقع من السلب والقتل للذين يتخلفون في الطريق الى وقت متأخر بين أبي صخير والنجف وبين الكوفة والنجف وليست حادثة سلب الشاعر مهدي الجواهري لتغيب عن ذهني والوقت كان لا يزال في أول الليل والجواهري على بعد خمسمائة متر أو أقل من ذلك عن المدينة “(40).
ولقد كان من الأسوار المتينة للنجف سور تم بناؤه سنة (1810م)، وتصدعت أجزاء منه خلال الحصار الذي فرضته القوات البريطانية على النجف الأشرف أثناء مقاومة النجفيين المحاصرين للغزاة الأجانب الذين منعوا عنهم إمدادات الغذاء والدواء عام (1920م)، وقد أزيل من السور أغلبه سنة (1937م)، ثم هدمته حكومة صدام حسين البائدة لاحقا. وهو السور السادس لمدينة النجف الأشرف التي أعتاد أعداؤها الكثر أن يشنوا الهجمات عليها لإسكات صوت الحق الهادر منها، فكان كلما تداعى سور بني سور بديل عنه وهكذا حتى السور السادس وهو السور الأخير.
أما السور الأول فقد بناه محمد بن زيد الداعي المتوفى سنة (287هجرية)، ثم توالت الأسوار على المدينة المهددة باستمرار، فكان أن شيّد السلطان عضد الدولة البويهي سورا بين سنتي 367- 372هجرية، ثم بنى الحسن بن سهل وزير عضد الدولة سوراً آخر حول النجف الأشرف
سنة 400، ويقال إن نادر شاه أمر بتسوير المدينة المقدسة حين زارها سنة 1156هجرية.
وقد وجد الرحالة الإنكليزي (لوفتس) الذي زار النجف سنة 1853م أن أسوارها عالية ممتازة يحيط بها خندق عميق خال من الماء.
وكان ” من أسباب الأمان في النجف بعد ذلك سورها الأخير والخندق العميق حوله المشار اليه سابقا والذي انفق عليه مبالغ خيالية في ذلك العصر الصدر الأعظم نظام الدولة جدّ أُسرة آل نظام النجفية، وكان يومئذٍ وزيراً لفتح عليّ شاه، وقد تم بناؤه سنة 1226 هـ أي قبل وفاة الشيخ كاشف الغطاء بسنتين، وبه صارت النجف قلعة حصينة لا تستطيع أية قوة في ذلك العصر أن تقتحمها، وظل هذا السـور قائماً خلـف موقـع الرابطة الأدبية حتّى عام 1980 م “.
قد أعان هذا السور الرصين أهالي المدينة المحاصرة في صد ومقاومة هجمات الجيش البريطاني لمدة زادت عن الشهر خلال فترة حصار الإنكليز لمدينة النجف الأشرف بعد ثورتها العارمة عام 1918م. (41)
وقد كان لهذا السور حين بني ” أربعة أبواب تسمى بأسماء مختلفة فالذي يؤدي الى الكوفة يسمى الباب الكبير، والذي الى جانبه ومنه يخرج الناس الى كربلاء يدعى الباب الصغير أما المؤدي الى البركة ومزارع النجف فيسمى باب الثلمة ويسمى الباب الرابع باب الحويش بالتصغير أو باب أشتابية أي الطابية، وقد وضع هذا السور على هيئة حربية تصد الهاجمين على النجف والواقف على مرتفع ينظر الى هذا السور يلمحه على هيئة أسد رابض يطوقه خندق وضع لهذه الغاية ” (42)
وكنت حين أذهب وأقفل راجعا الى المقر العام جمعية الرابطة الأدبية في النجف الأشرف أمر على بقايا السور المذكور لسنين، حتى هدمت بقاياه حكومة صدام حسين فخسرت النجف يومها معلما من معالمها، ومصدّا يذكّر أبناءها بصمود وشجاعة مراجعهم وحوزتهم الدينية وآبائهم وأمهاتهم دفاعا عن مدينتهم المقدسة التي طالما كانت ولا زالت حتى يوم الناس هذا شوكة في عيون أعدائها التكفيريين رغم محاولاتهم المستمرة للنيل منها ومن مرجعيتها العليا لعموم الشيعة في العالم.
شيء عن الثروات المعدنية في النجف الأشرف
في أرض النجف ثروات معدنية عديدة منها ترسبات معدنية ومنها صخور صناعية ومنها ترسبات لليورانيوم.
فمن ذلك أنه اكتشف في قرية الكبريتية في الجنوب الغربي من محافظة النجف احتياطي كبريتي قدر بحوالي 325 طنا تم استثماره بشكل بدائي محدود.
كما أن حصباء النجف غنية بحجر كريم من أحجار الكوارتز يطلق عليه (در النجف) ورد الحث على لبسه في بعض الروايات الواردة عن الأئمة (ع).
وتوجد نسب ما من السلستايت في صخور طار النجف وهو المصدر الرئيس في الطبيعة للحصول على عنصر السنترونتيوم المستخدم في صناعة الأصباغ والمطاط وأنواع من الأدوية، كما كشفت الدراسات العلمية الميدانية عن وجود معادن الفلدسبار في رمال هضبة النجف ورمال بعض المواقع القريبة من مدينة النجف الأشرف على طريق كربلا – النجف.
وهناك إضافة لما تقدم في أرض النجف صخور صناعية من أنواع الصخور الجيرية وأطيان الباليغور سكايت وربما غيرها.
بيد أن الأهم من ذلك كله هو ما كشفت عنه الدراسات العلمية من وجود ترسبات معدنية لليورانيوم في بعض الأماكن في المحافظة وبخاصة منها في قرية “الزجري” من توابع مدينة الحيرة التاريخية من قضاء ” أبو صخير” فقد عرض الباحث الدكتور موسى جعفر العطية مدير مشروع التطوير ولأول مرة على صعيد النشر العام ملامح عن هذه الترسبات بعد أن سلمت معلوماته الى أعضاء فرق التفتيش الدولية وبالتفاصيل المطلوبة خلال عمل تلك الفرق في العراق منذ عام 1991م ولغاية عام 2003م تنفيذا لقرارات مجلس الأمن الدولي التي أصدرها عام 1991م حول التحقيق عن برامج أسلحة الدمار الشامل.
يقول الدكتور مدير المشروع: لقد ” أمكن استخلاص اليورانيوم في قرية الزجري بمقياس الانتاج الريادي بالرغم من كونها من الترسبات المعدنية الواطئة المحتوى نسبيا من عنصر اليورانيوم كما أن طبيعة وجودها وأصل نشأتها في الصخور الجيرية يجعلها من الأمثلة النادرة في العالم ضمن الأطر المعروفة لجيولوجيا ترسبات اليورانيوم (…) وقد خضعت خامات اليورانيوم في منطقة ” أبو صخير” للفحص الريادي، وتم بناء معمل ريادي لهذا الغرض في بغداد، وقام بإعداد تصاميمه التفصيلية وتنفيذ بنائه وتشغيله نخبة من الكوادر الهندسية العراقية، واستمرت عملية التشغيل لفترة قصيرة حيث توقفت بسبب قرارات مجلس الأمن بحظر برامج الأنشطة النووية في العراق التي صدرت عام 1990 وبعد غزو العراق للكويت.
الطاقة التصميمية للمعمل الريادي هي معالجة طن واحد من خام أبو صخير في الساعة الواحدة، ويتألف المعمل الريادي الذي لا يزال قائما من سبعة وحدات(…)، وقد تم إنتاج حوالي ثلاثة كيلوغرامات من الكعكة الصفراء لليورانيوم مستخلصة من خامات ” أبو صخير ” وذلك قبل إيقاف عمليات الفحص المستمر في المعمل الريادي ” هذا علما بأنه تم توثيق الأشغال المنجمية التي أنجزت في منطقة أبو صخير تخليدا لهذه التجربة الأولى في تاريخ الصناعة الاستخراجية في العراق. قبل أن يطمر المنجم بكميات الصخور المستخرجة منه ويغلق من قبل فريق التفتيش التابع للأمم المتحدة وذلك بإقفال بوابات النفق العمودي بواسطة اللحام الكهربائي بتاريخ 1998 “.(43)
لذا أجدني بحاجة بعد ما تقدم الى أن أشير- وقد وصلت الى هذا الموضع من البحث – الى أهمية أن يولي الباحثون والأكاديميون بماضي هذه المنطقة الأثرية من تاريخ قديم وحضارة لا زالت حتى يوم الناس هذا غير واضحة المعالم بالشكل الكافي.
ــــــــــــــــــ الهوامش ــــــــــــــــــ
22 ـ أرض النجف. سابق:65.
23 ـ المصدر نفسه:71.
24 ـ نفسه:77.
25 ـ مفاتيح الجنان.الشيخ عباس القمي: 379.
26 ـ مروج الذهب ومعادن الجوهر. المسعودي: 1/103.
27 ـ الروض الأنف: 2/319.
28 ـ تخطيط مدينة الكوفة عن المصادر التاريخية والأثرية.د. كاظم الجنابي: 33.
29 ـ محافظة النجف الأشرف التتشكيل الإداري وتحليل الموقع المكاني. سابق: 22 نقلا عن: الحيرة المدينة والمملكة العربية. يوسف رزق الله غنيمة: 91.
30 ـ المصدر السابق: 23.
31 ـ مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة. د. طه باقر:47.
32 ـ مروج الذهب ومعادن الجوهر. سابق1/62.
33 ـ النجف في المراجع الغربية. سابق: 11 و44 على التوالي.
34 ـ دليل العتبة العلوية المقدسة: 4- 5 .
35 ـ المقتطف من التاريخ الحضاري والفكري والروحي لمدينة النجف الأشرف. د.جليل العطيّة:1-2.
36 ـ أنظر: أرض النجف. سابق:80- 81، و محافظة النجف الأشرف التشكيل الإداري وتحليل الموقع المكاني. سابق: 18.
37 ـ أنظر: المصدر السابق. الصفحة نفسها.
38 ـ أنظر: المصدر نفسه: 87.
39 ـ أنظر:مدارس النجف القديمة والحديثة: 10 وما بعدها.
40 ـ العوامل التي جعلت من النجف بيئة شعرية. جعفر الخليلي بحث ضمن كتاب الغابة العذراء:70.
41 ـ أنظر: مقدمة الشيخ محمد رضا المظفر لكتاب جواهر الكلام: 1/ 11 نقلا عن المرجعية الدينية العليا عند الشيعة الإمامية. د. جودت القزويني: 199.
42 ـ دليل المملكة العراقية لسنة 1935- 1936.سابق: 950 وما بعدها.
43 ـ رض النجف. سابق. أنظر الفصل الرابع:93- 122.