زيد بن علي

ziad-bn-ali3

فيلم وثائقي عن مرقد وشخصية زيد بن علي رضوان الله عليه

الوقت : 18 دقيقة

 

مصدر النص: مجلة ينابيع

مزار زيد بن علي عليهما السلام

رمز الإباء ومنبع الكرامات

شاءت الحكم الإلهية أن ترفع للأحرار والثوار الذين يطلبون الحق ويرفضون الباطل بيارق نور تبقى على مر الأيام مشرعة خفاقة في سماء المجد وذرى الخلود، ومن الطبيعي أن تبقى الذاكرة المرتبطة بهؤلاء القادة المضحين رهينة المكان والزمان، إذ تتجدد ذكرى تضحيتهم في كل سنة، ويؤم مشاهدهم ومقاماتهم الناس، لا ليمجدوا ضريحاً أو هيكلاً ولا ليتمسحوا بحديد أو فضة أو ذهب بل ليأخذوا من أرواح هؤلاء قبساً يستضيئوا به في أنفاق هذه الدنيا المظلمة، المليئة بصور الإرهاب، إرهاب الفكر والجسد.

وكان لنا وقفة على مشهد من المشاهد، طاول السماء برفعته وافتخرت تلك النواحي بقبته، فكان مناراً يشير من بعيد وكأنه يقول من شاء أن يتعلم معنى الإباء فليقصدني، أو كأنه يردد قول من رقد فيه ليلة من الزمن (لم يكره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا)، إنه مقام الشهيد زيد بن علي السجاد بن الحسين الشهيد بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام، الذي زرناه وسجلنا خلال زيارتنا له استطلاع مجلتنا شذرات من حياة هذا البطل الهاشمي ومن سيرته ستكون مدخلاً مباركاً وعلى الله توكلنا وبه نستعين.

زيد بن علي(ع) نظرة عامة:

في بيت لم يبلغ مثله بيت على وجه الأرض، ولد زيد بن علي السجاد عليهما السلام في المدينة المنورة، وقد اختلفت الروايات في تاريخ ولادته كما اختلفت في تحديد سنة استشهاده وقد جاء هذا الاختلاف نتيجة للتعتيم الإعلامي الذي كانت مارسته السلطة الأموية اتجاه الثوار بصورة عامة، ومنهم الذين ينتمون إلى أهل البيت(ع) بصورة خاصة، وإذا علمنا أن التاريخ قد دونته أقلام مأجورة اشترتها بنو أمية لتحق الباطل وتبطل الحق وتشوش الوقائع، فما كان من المؤرخين المتأخرين المنصفين إلا أن اعتمدوا القرائن التاريخية في تحديد تلك التواريخ، يمكن القول أنه ولد(ع) سنة (66هـ) أو (67هـ) بعد طلوع الفجر هذا وقد سر الإمام زين العابدين(ع) بمولده، ينقل لنا صاحب الإمام السجاد(ع) أبو حمزة الثمالي قوله: (حججت، فأتيت علي بن الحسين فقال لي: يا أبا حمزة ألا أحدثك عن رؤيا رأيتها؟ رأيت كأني أُدخلت الجنة، فأُتيت بحوراء لم أر أحسن منها، فبينا أنا متكئ على ركبتي إذ سمعت قائلاً يقول: يا علي بن الحسين! ليهنك زيد، يا علي بن الحسين، ليهنك زيد، فليهنك زيد. قال أبو حمزة: ثم حججت بعده فأتيت علي بن الحسين(ع) فقرعت الباب، ففتح ودخلت، فإذا هو حامل زيد على يده، أو قال حاملاً غلاماً على يده، فقال لي: يا أبا حمزة (هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقاً)(1).

 عاش زيد(ع) في كنف أبيه الذي رأى فيه ذلك النموذج الفريد من العبّاد حتى صار زينهم وسيدهم، وقد نمت في ذاكرة زيد(ع) فكرتان، إحداهما نهضة جده الحسين(ع)، وأخرى عبادة أبيه الإمام زين العابدين(ع)، وما أن كبر وبلغ حتى أخذ يجسدهما في ساحة الواقع، فأصبح(ع) حليفاً للسيف والقرآن كناية عن البطولة والعبادة وهاتان الخصلتان ليستا بغريبتين عن البيت الهاشمي ففي جده الإمام علي بن أبي طالب(ع) جمعتا من قبل.

أما عن عطف أبيه(ع) اتجاهه فيحدث زيد(ع) قائلاً: (كنت أجلس مع أبي على الخوان، فيلقمني البضعة السمينة ويبرد اللقمة الحارة شفقةً عليّ)(2).

أما أمه فهي من العابدات القانتات، وقد اختلفت الروايات في تسميتها وهذا الاختلاف وارده في الجواري ولكن الأكثر تداولاً بين المؤرخين أسماء ثلاث: (حوراء، جيدا، حيدا)(3)، أهداها المختار ابن عبيدة الثقفي للإمام علي بن الحسين(ع)، فتزوجها، وولدت له زيداً، وعمراً وعلياً وخديجة(4).

أما زوجته فكانت ريطة بنت أبي هاشم محمد بن عبد الله بن محمد بن الحنفية(5) فولدت له يحيى قتيل الجوزجان ثم تزوج باثنين عندما كان في الكوفة وهما ابنة عبد الله بن أبي العنبس الأسدي، وابنة يعقوب بن عبد الله السلمي، ثم تزوج بأم ولد فجاءت له بثلاثة أولاد: (عيسى، والحسين، ومحمد)، وبهذا يكون للإمام زيد أربعة أبناء وبنت واحدة(6).

أقوال النبي(ص) والأئمة عليهم السلام فيه:

1ـ عن حذيفة بن اليمان قال: نظر رسول الله(ص) إلى زيد بن حارثة فقال: (المقتول في الله والمصلوب في أمتي، والمظلوم من أهل بيتي (سميّ) هذا، وأشار بيده إلى زيد بن حارثة، فقال: أدن مني يا زيد، زادك أسمك عندي حباً، فأنت سمي الحبيب من أهل بيتي)(7).

2ـ عن الإمام الحسين(ع) قال: وضع رسول الله يده على كتفي، وقال: (يا حسين! يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يتخطى هو وأصحابه يوم القيامة غراً محجلين)(8).

3ـ روى بن قولويه قال: (روى بعض أصحابنا، قال كنت عند الإمام علي بن الحسين(ع) فكان إذا صلى الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس فجاؤه يوم ولد زيد، فبشروه به بعد صلاة الفجر، قال فالتفت إلى أصحابه وقال: (أي شيء ترون أن أسمي هذا المولود؟ فقال كل رجل منهم سمه كذا، سمه كذا، قال فقال: (يا غلام عليّ بالمصحف، فجاؤا به، فوضع على حجره ثم فتحه فنظر فإذا فيه (فضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيما) قال ثم طبقه، ثم فتحه فنظر فإذا أو الورقة (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم… هو الفوز العظيم) (سورة التوبة/ الآية:111) ثم قال: (هو والله زيد هو والله زيد) فسمي زيداً)(9).

4ـ أما الإمام الباقر(ع) فقد نوه عن فضل أخيه زيد(ع) عدة مرات بأحاديث شتى، كلها تدل على علو مقام زيد(ع) ورفعة شأنه منها عن أبي الجارود قال: إني جالس عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر(ع) إذ أقبل زيد فلما نظر إليه وهو مقبل، قال: (هذا سيد أهل بيته والطالب بأوتارهم، لقد أنجبت أمٌّ ولدتك يا زيد)(10).

5ـ وللإمام الصادق(ع) مع زيد(ع) وجلالة قدره أحاديث كثيرة، فقد عاصره وعاصر ثورته واستشهاده، وقد أثرت شهادة زيد(ع) في الإمام الصادق(ع) أيّما تأثير وقد روى الصدوق بالإسناد عن الصادق(ع) أنه قال: (لا تقولوا خرج زيد فإن زيداً كان عالماً وكان صدوقاً ولم يدعكم إلى نفسه إنما دعا إلى الرضا من آل محمد(ص) ولو ظفر لوفى لما دعاكم إليه إنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه)(11).

6ـ أما الإمام علي بن موسى الرضا(ع) فقد دافع عن مواقف زيد بن علي(ع) بحضرة المأمون قائلاً: (إن زيد بن علي لم يدع ما ليس له بحق، وأنه كان أتقى لله من ذلك إنه قال أدعوكم إلى الرضا من آل محمد وإنما جاء ما جاء فيمن يدعي أن الله نص عليه ثم يدعو إلى غير دين الله ويضل عن سبيله بغير علم وكان زيد بن علي والله فمن خوطب بهذه الآية (وجاهدوا في الله حق جهاده))(12).

آثاره:

عاش زيد(ع) في كنف والده زين العابدين خمسة عشر عاماً أو يزيد وبعد استشهاد والده عام 95هـ، كفله أخوه الإمام الباقر(ع) فهو ربيب الباقر(ع)، عاش في رحاب عطفه وحنانه بعد استشهاد أبيه واغترف العلم والتقوى من نبعه الفياض.

وقد سار زيد(ع) على نهج والده محباً للعبادة، فعن عاصم بن عبيد الله قال: (أنا أكبر منه (أي زيد) رأيته بالمدينة وهو شاب يذكر الله عنده، فيغشى عليه حتى يقول القائل: ما يرجع من الدنيا)(13) أما أبو حنيفة النعمان فيجمل صفات زيد(ع) في حديث واحد بقوله: (شاهدت زيد بن علي كما شاهدت أهله فما رأيت في زمانه أفقه منه، ولا أعلم ولا أسرع جواباً ولا أبين قولاً، لقد كان منقطع النظير)(14).

وقد بلغ زيد(ع) درجة علمية راقية متى كان (يطوف على بعض رؤساء المذاهب والتيارات الأخرى كواصل بن عطاء، لمناقشتهم في مسائل العلم، بعد أن استوعبها من مصدرها الأصيل، ويبين لهم موقع أئمة أهل البيت عليهم السلام ودورهم في حفظ الإسلام والأمة)(15).

يقال أن أصدق ما يمدح الإنسان عدوه، فالعدو غالباً ما ينتقص من الإنسان لذا تكون عبارات التقييم التي يبديها اتجاهه كأشد ما يكون لذا نرى هشام بن عبد الملك يقيّم زيد(ع) في كتاب بعثه لعامله يوسف بن عمر يقول فيه: (وقد قدم زيد بن علي على أمير المؤمنين (يقصد نفسه) في خصومة فرأى (أي هشام) رجلاً جدلاً لسناً حوّلاً قلّباً خليقاً بصوغ الكلام وتمويهه، واجترار الرجال بحلاوة لسانه وكثرة مخارجه في حججه، وما يدلي به عند الخصام من العلو على الخصم بالقوة المؤدية إلى الفلج)(16).

ولابد لرجل عالم، بهذا المستوى الراقي أن يكون من (كبار علماء الرعيل الأول، الذين أرسواً أسس الدراسات الفقهية والكلامية، والتفسيرية وغيرها من علوم ديننا الحنيف ولغة القرآن الكريم)(17)، وقد ترك لنا تراثاً علمياً ضخماً، بثه في كتبه وهي(18):

1ـ الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم.

2ـ أجوبة زيد بن علي على مسائل لأخ له من أهل المدينة.

3ـ الإمامة، رسالة أرسلها إلى واصل بن عطاء.

4ـ تأويل مشكل القرآن أو (تفسير سور الفاتحة وفي جوابه على مسائل من كتاب الله سبحانه وتعالى).

5ـ تثبيت الإمامة وقد ينسب إلى يحيى بن الحسين الهادي إمام الزيدية.

6ـ تفسير غريب القرآن.

7ـ جواب على خالد بن صفوان في أمر عثمان بن عفان.

8ـ رسالة في حقوق الله.

9ـ الرد على المرجّئة.

10ـ الصفوة.

11ـ قراءة زيد بن علي.

12ـ المجموع الحديثي.

13ـ المجموع الفقهي.

14ـ مدح القلة وذم الكثرة.

15ـ منسك الحج.

16ـ الوصية والإمامة.

إضافة لذلك فقد رويت بواسطته عدة روايات ضمها كتاب مسند الإمام زيد بن علي.

إضافة لما بلغناه من آثاره(ع) المخطوطة فقد آثر عن زيد(ع) مجموعة من الأشعار تنبي عن شاعر متمكن من المفردات، فمن شعره يمدح أمير المؤمنين(ع):

من شرّف الأقوام يوماً برأيه****فإن علياً شرفته المناقب

وقول رسول الله والحق قوله****وإن رغمت منهم أنوف كواذب

بأنك مني يا علي معالناً****كهارون من موسى أخ لي وصاحب

دعاه ببدر فاستجاب لأمره****ومازال في ذات الإله يضارب

فمازال يعلوهم به وكأنه****شهاب تلقاه القوابس ثاقب

كما رثى أخيه الإمام محمد الباقر(ع) قائلاً:

ثوى باقر العلم في ملحد****إمام الورى طيب المولد

فمن لي سوى جعفر بعده****إمام الورى الأوحد الأمجد

أبا جعفر الخير أنت الإمام****وأنت المرجّى لبلوى غد

فيمن كتب عنه ومن رثاه:

 

ترجم لزيد بن علي(ع) أصحاب السير والتاريخ والأثر تراجم عديدة وقد أفرد بعضهم كتباً خاصة بحياته (صلوات الله عليه وعلى آبائه) وثورته ونحن نذكر من هذه:

1ـ زيد الشهيد، وقد ألفه سماحة العلامة المرحوم السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم.

2ـ زيد بن علي ومشروعية الثورة عند أهل البيت، للشيخ نوري حاتم.

3ـ الشهيد زيد بن علي والزيدية، لسماحة العلامة المرحوم السيد محسن الأمين العاملي.

4ـ زيد بن علي بن الحسين، للكاتب علي محمد دخيل.

5ـ ثورة زيد بن علي, للكاتب ناجي حسن.

6ـ زيد بن علي، للشيخ محمد رضا كاشف الغطاء عني بتحقيقه الأستاذ خليل المشايخي.

7ـ زيد بن علي، جهاد حق دائم، إبراهيم بن علي الوزير.

8ـ الإمام زيد بن علي، محمد أبو زهرة.

أما من رثاه فقد وجدنا جماعة من الشعراء رثوا زيد(ع) وامتدحوا مواقفه وعابوا على بني أمية قتله ومنهم:

1ـ الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث.

2ـ أبو ثميلة الأبار صالح بن ذبيان.

3ـ الصاحب بن عباد.

4ـ أحمد شوقي.

5ـ الشيخ صالح الكواز الحلي.

6ـ الشيخ محمد علي الأردوبادي.

7ـ  السيد مهدي الأعرجي، وغيرهم.

ثورة زيد(ع):

لعل الواقع الذي عاشه زيد(ع) كان أهم عامل أجج فكرة الثورة والكفاح ضد الحكومة القائمة آنذاك المتمثلة بأميرها هشام بن عبد الملك الذي تولى السلطة سنة (105هـ)، حيث استشرى الظلم واستفحل الاستبداد فالرعية تعيش فقراً مدقعاً، والأسر الأموية والمروانية تعيش حياة الرفاهية والدعة، (وفي تلك الفترة الزمنية تفشى الظلم والفساد والمذابح وسياسة القمع والتجويع حتى استطاع الحاكم الأموي السيطرة على الناس وبالتالي فصل الأمة عن القيادة الشرعية. وهم أهل البيت(ع) من خلال فرض الرقابة وملاحقة الأنصار، وتعطيل الحدود، وإسقاط السنن الإلهية)(19)، في حين ذكر زيد(ع) بنفسه جانباً من الأسباب التي دعته للثورة فيقول لجابر بن عبد الله الأنصاري: (إني شهدت هشاماً ورسول الله يسب عنده ولم يُنكر ذلك، ولم يغيره، فوالله لو لم يكن إلا أنا وآخر لخرجت عليه)(20) وفي نص آخر يقول: (إنما خرجت على الذين قاتلوا جد الحسين)(21) وفي آخر يقول: (إنما خرجت على الذين أغاروا على المدينة يوم الحرة، ثم رموا بيت الله بحجر المنجنيق والنار)(22).

عموماً يمكن القول أن الأسباب التي دعت زيداً للثورة يمكن تلخيصها في نقاط:

1ـ الواقع الفاسد الذي كانت تعيشه الأمة أنذاك.

2ـ الثأر لشهداء كربلاء وعلى رأسهم أبي الضيم الحسين(ع).

3ـ مواقف هشام اتجاه زيد(ع) وما أبداه من انتقاص وتجاهل لشخصيته حينما دخل مجلسه.

ولكن التساؤل الذي يبقى في الأذهان هو كيف اعتمد زيد(ع) على وعود الكوفيين وقد بيّنت له تجربة جده الإمام الحسين(ع) أنهم ينكلون ويغدرون؟!

وهنا نجمل ذكر الواقعة، فبعد أن قدم زيد(ع) من الشام إلى الكوفة وبقي فيها فترة ثم أراد الانصراف نحو المدينة، فأقبل إليه الأشراف من أهل الكوفة وقالوا: (أين تخرج رحمك الله ومعك مائة ألف سيف من أهل الكوفة، وخراسان، ويضربون بني أمية بها دونك… وليس قِبلنا من أهل الشام إلا عِدّة)(23)، فلما رأى منهم زيد(ع) ذلك (أقام في الكوفة ثائراً وبايعه أصحابه بيعته التي يبايع عليها الناس: إنا ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه، وجهاد الظالمين والدفع عن المستضعفين وإعطاء المحرومين وقسم هذا الفيء بين أهله بالسواء، ورد المظالم، وإقفال المجمر، ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا، وجهل حقنا، أتبايعون على ذلك فإذا قالوا نعم وضع يده على يده، ثم يقول: عليك عهد الله وميثاقه وذمته وذمة رسوله لتفين ببيعتي ولتقاتلن عدوي، ولتنصحن لي في السر والعلانية فإذا قالوا نعم مسح يده على يده، ثم قال: الله اشهد)(24) فانهالوا عليه من كل حدب وصوب بالألوف يقرون له بالطاعة ويبينون له أنهم باقون معه يفدونه بالأرواح ويمنونه بالنصرة حتى اجتمع عنده ديوان به أسماء أربعين ألف مقاتل!!

في الوقت ذاته كان والي العراق خالد بن عبد الله القسري واقعاً تحت تهديد الخليفة هشام بسبب ما يتناقل إليه من أخبار ووشايات ضد خالد، فقام بعزله وكلف مكانه رجلاً من ألد أعداء خالد القسري وهو يوسف بن عمر الثقفي الذي كان والياً على اليمن، في هذه الفترة كان يوسف بن عمر مشغولاً بمحاسبة خالد وعماله السابقين فلم تصل إليه أخبار مبايعة أهل الكوفة لزيد(ع)، حتى انتقلت الأخبار إلى هشام بن عبد الملك فأرسل ليوسف يوبخه ويعلمه بحركة زيد بن علي(ع)، فأخذ يوسف بالبحث عن زيد(ع) والتضييق عليه، وأما زيد(ع) فقد لاحظ بوادر التفكك في معسكره واختلاف الآراء فقرر الإقدام على الخروج قبل الموعد المعين له وقد وصل هذا التوقيت إلى الوالي يوسف بن عمر عن طريق جواسيسه الذين اخترقوا أصحاب زيد(ع) وقاموا بنقل الفعاليات أول بأول.

تحرك زيد(ع) يوم الأربعاء الأول من صفر سنة (122هـ) وأرسل فرسانه يعلنون الثورة وشعارهم يا منصور يا منصور، فلم يجتمع سوى ثلاثمائة وثمانية عشر رجلاً فقط لا غير من أصل أربعين ألفاً، وفي الوقت ذاته يزحف يوسف بن عمر الثقفي بجيشه وتدور رحى الحرب الغير متكافئة ورغم ذلك يصمد زيد(ع) ومن معه في القتال أمام ذلك الجيش، فلما كان يوم الخميس الثاني من صفر واصل زيد(ع) بطولاته، إلا أن الجيش رشقهم بالسهام فوقع سهم منها في جبين زيد فحمله أصحابه تحت جنح الظلام وطلبوا له طبيباً ولكنه ما أن نزع السهم من دماغه حتى مات رحمه الله فدفنه أصحابه في حفرة من الطين ثم أجروا عليها الماء حتى لا يعثر عليه أحد.

وفي قضية دفنه يذكر التاريخ (وكان ابن زيد(ع) يحيى حريصاً على أن يدفن أباه بحيث لا يعلم بقبره أحد، فدفنه بموضع من دار الجوارين في ساقية وردمها ووضع عليها النبات وقال بعضهم أن أصحابه انطلقوا به إلى العباسية، ولكن أحد الذين علموا بمكان الدفن أنبأ الأمويين، ومثلوا بصاحبها ونصبوه مصلوباً في كناسة الكوفة مع نصر بن خزيمة ومعاوية بن إسحاق الأنصاري وزياد النهدي بأمر من هشام، ثم بُعث برأسه إلى هشام بن عبد الملك فأمر به فنصب على باب دمشق ثم أُرسل إلى المدينة حيث نصب عند قبر النبي(ص) يوماً وليلة، وفي زمن الوليد بن يزيد كتب إلى يوسف بن عمر قائلاً: (إذا أتاك كتابي هذا فانظر إلى عجل أهل العراق فأحرقه وأنسفه في اليم نسفاً فأحرقوا الجثة وذروا رمادها في الفرات وقال: (والله يا أهل الكوفة لأدعنكم تأكلونه في طعامكم وتشربونه في مائكم)(25).

وقفة مع الدكتور جودت القزويني:

يرى الدكتور جودت القزويني خلال عرضه لمرقد زيد بن علي(ع) في كتاب المزار للسيد مهدي القزويني بقوله: (إن الإمام زيد كان حاكماً على العراق، ولم تكن هناك ثورة كما صورتها المرويات، كما لم تتم عملية قتله بهذه الطريقة الملفقة التي دُست في كتب المؤرخين والمحدثين.

أما حادثة صلبه(ع)، وما اتصل بها من اتخاذ الفاختة جوفه عشاً لها، أو ببقاء جسده مصلوباً منكساً مقطوع الرأس، أربع سنوات كاملة، وغير ذلك فلا واقع لها في سيرة هذا الإمام العظيم.

أما شهادته فهي قطعاً قائمة إلا أن فاعليها مجهولون عندنا، فلابد أن مقتله كان تم بطريقة ما إلا أنها بلا شك ليست تلك التي رويت في كتب التاريخ بهذه الطريقة المريبة المفككة أما موضع قبره فهو الموضع الذي أثبته الإمام القزويني وحدده في كناسة الكوفة إلا أن جسد الإمام زيد لم يحرق، كما شاع ذلك…).

ثم يضيف: (… لقد أبطلنا الروايات التي تنبي بوقوع نبش قبر زيد، وصلبه في كتابنا (تهشيم التاريخ) وأثبتنا وقوع عملية القتل فقط دون الدخول في التفاصيل)(26).

وللأسف فقد حاولت جاهداً العثور على كتاب تهشيم التاريخ فلم أستطع كما أن كتاب (تاريخ المؤسسة الدينية الشيعية) الذي حصلت عليه للمؤلف لم يتطرق لحادثة مقتل زيد(ع) فهو يؤرخ من العصر البويهي إلى نهاية العصر الصفوي الأول (300ـ1000هـ /912ـ1591م) إلا أننا لا نعلم هل استطاع الدكتور جودت القزويني أن يفند ما أثبتناه من أحاديث، أخبر بها النبي(ص) من كونه المصلوب بالكناسة، هذا وقد اطلعت على عدد من الكتب التي كتبت في زيد بن علي(ع) ووقفت على حادثة قتله فلم أر إشارة من قريب أو بعيد لعدم صلبه ولِمَ لا يفعلوا بنو أمية هذه الفعلة النكراء وتاريخهم يشهد بمواقفهم الإجرامية أليس يقول ذاك الشاعر الأموي:

صلبنا لكم زيداً على جذع نخلة****ولم نر مهدياً على الجذع يصلب

هذا وقد وصل هذا البيت للإمام الصادق(ع) فرفع يديه وهما يرتجفان وقال: (اللهم أذقه نار الدنيا قبل نار الآخرة). كما ويعارض ما ذكره الدكتور جودت القزويني، حميد الزيدي في كتابه (الحدائق الوردية) حيث يذكر (فلما ظهر يحيى بن زيد، كتب الوليد إلى يوسف بما كان من صلبه (أي زيد(ع)) فأمر به يوسف عند ذلك خراش بن حوشب فأنزله من جذعه، فأحرقه بالنار ثم جعله في قواصر ثم حمله في سفينة ثم ذراه في الفرات وروى أن رماده اجتمع في الفرات حتى صار مثل هالة القمر يضيء شديداً وموضع ذلك معروف يستشفى به)(27).

تاريخ المزار:

يذكر السيد مهدي القزويني ما نص (ولزيد بن علي في موضع صلبه وحرقه من كناسة الكوفة قبر مشهور وعليه قبة وهو من المزارات المقصودة)(28) الشيخ حرز الدين قائلاً: (… مشهده عامر بالزائرين والوفود في ليالي الجمعات والمواسم الإسلامية، ويقع في الشرق الجنوبي لقرية الكفل، يبعد عن حدود الفرسخين عنه، وهذا المشهد هو موضع دفنه وإقباره)، ثم يضيف حفيد الشيخ حرز الدين في هامش الموضوع: (وله رسم قبر رمزي عليه الستور النفيسة، فوقه شباك حديد، جميل الصنع، أثري المنظر، في وسط هرم طوله وعرضه (6×6) متر، مفروش بالسجاد إلى جانبه رواق للزائرين، وكان حرمه مجهزاً بالمعلقات والثريات وأنواع المصابيح الكهربائية، تظله قبة ضخمة عالية البناء، وأمام مشهده طارمة بخمس اسطوانات، مسقوفة يحوطه صحن طوله وعرضه (8×10) اسطوانات، وفي مدخل صحنه طارمة مسقوفة ببناء مسلح ضخم أشادها بعض المحسنين من أهل الخير، رأيناها محتشدة بالزائرين، وحول مشهده بيوت يقيم فيها بعض سدنته)(29).

نحن والمشهد الزيدي المطهر:

اتجهت بنا السيارة التي تقلنا من النجف الأشرف باتجاه مرقد زيد بن علي(ع) الذي يبعد عن النجف(40)كم تقريباً والذي يقع على بعد (15)كم تقريباً من الطريق العام بين النجف والحلة على يسار الذاهب إلى الحلة، تحيط بالمقام الطاهر البساتين والأراضي الزراعية، ويشغل عشرة آلاف متر مربع.

يتضمن المرقد صحن كبير تحيط به أروقة تمتد على طول الأضلاع الأربعة، ويمكن الدخول للصحن عن طريق أربعة مداخل رئيسية تقع في منتصف جانب، ولكنها اليوم مغلقة باستثناء البوابة الرئيسية التي يطلق عليها (باب القبلة)، التي يليها ممر مسقف مطل على الصحن الشريف، تتوسط الصحن عمارة المقام التي تتألف بدورها من الطارمة المسقفة، وقد غلّفت جدرانها الداخلية والخارجية بالمرمر كما زخرف سقفها بالمرايا، التي أضفت عليها حُلّة عمرانية جمعت بين الإتقان والجمال، كما تبدو المنارتان اللتان تقعان على جانبي عمارة المقام يبلغ ارتفاع كل واحدة منهما (33) متر وقد غلفت بالكاشي المزخرف ويمكن الدخول إلى الحرم من ثلاث أبواب موزعة بانتظام على الواجهة القبلية، أما الحرم فلا أبالغ إن وصفته في كونه آية من آيات الفن المعماري حيث الفضاءات المقسمة وفق ذوق هندسي رفيع وسقوف مزينة بأنواع الزخارف الإسلامية وجدران غُلفت بالكاشي الكربلائي الذي زينته الآيات القرآنية ذات الخط المميز كما زُين ببعض القصائد التي أشادت ببطولات زيد(ع) وتضحيته وشهادته، إضافة لذلك يُلاحظ كتابة سيرة زيد بن علي(ع) على الجدران الداخلية في المقام الشريف في ثلاث أماكن وذلك لتعريف الزائر الكريم بشخصية صاحب المقام.

تبلغ مساحته حوالي (100) متر مربع يحيط بالشباك الذي يحتل مركز المقام أروقة واسعة ذات أقواس إسلامية خصص الجانب الأيمن منها للرجال، والأيسر للنساء، أما الشباك فهو الآخر يُعد نموذجاً رائعاً من نماذج الفن، حيث حوى جميع مواصفات العمل الناجح من نقش وزخرفة وتشكيل، والشباك عبارة عن صندوق مستطيل كبير بأبعاد (5×3.5) متر يحتوي الضلع الطويل على أربعة شبابيك، والأصغر يحتوي على ثلاثة منها، يعلو الحرم قبة ضخمة بارتفاع (30) متر وقطر (10) متر يتوسطها طوق خُطت عليه الآية الكريمة (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً…) وأسفله طوق آخر خُطت سورة الدهر، أما من الخارج فقد غُلفت القبة بالكاشي الكربلائي المزخرف وفي النية تذهيب القبة بكاملها، إذ تم جمع ما يقارب (300) قطعة من الطابوق المذهب .

حركة الأعمار والتطوير:

وخلال زيارتنا للمقام الطاهر التقينا بأحد السدنة وهو السيد عبود كاظم الحسيني الذي رحب بنا وحدثنا عن المقام قائلاً: (قبل أربعين سنة أدركت المقام وهو عبارة عن حجرة مربعة صغيرة مسقفة بجذوع النخل وتعلوها قبة بيضاء مغلفة بالجص الأبيض (واعتماداً على قول حرز الدين فقد بنيت القبة الضخمة في الستينيات من القرن الماضي) وفي سنة (1975م) زارنا مجموعة من أهل النجف وهم السيد جابر السعبري والحاج حسين الشوشتري والحاج إسماعيل النجفي والحاج كاظم الرويشدي، ولما وقفوا على حالة المقام أقروا حينها خطة عمل تتضمن إعادة إعمار المقام الطاهر وتشمل توسعة الصحن والحرم كما تم تزويد المقام بالكهرباء عن طريق الداينمو الذي نقل للمقام من مسجد السهلة.

كما يضيف السادن: (ويمكن القول أن البداية الحقيقية لإعمار المقام المبارك، كانت في عام (1996م) حيث اتخذ العمل طابعاً جدياً بعد أن نُظمت اللجنة المشرفة على الإعمار بإدارة السيد جابر السعبري وأخيه السيد عبود، الذي لازال متابعاً لشؤون الإعمار في المقام وقد اعتمدنا على التبرعات التي كانت تصل اللجنة فترصدها للعمل الأكثر أهمية، انصبت الفكرة على توسعة الصحن، فأخذنا من الأراضي المجاورة له وبذلك أصبح الصحن يسع لعدد كبير من الزائرين ولا يسعنا هنا سوى أن نشكر العاملين والمتبرعين وهم كل من (الحاج حسون السبع، الحاج إبراهيم السراج، السيد جعفر الحسيني، الحاج توفيق أموري وولديه، الحاج حسين مزهر فخر الدين، الحاج عادل العسافي الدليمي، وغيرهم ممن أسدوا يد المعروف فأشتركوا في هذه الصالحات جزاهم الله خير الجزاء).

أما عن كرامات زيد بن علي(ع) فقد حدثنا السادن قائلاً: (مشهد زيد بن علي معروف بكراماته حيث شاهدناها بأعينننا كما شاهدها المحب والمبغض على حد سواء ولعل أهم كرامة جرت هي حادثة مدير أوقاف بابل، حيث زارنا في عهد الطاغية رجل يُقال له عبد الجبار مع جماعة من مساعديه ورجاله، وقد لمحنا على وجهه طفحاً من الحقد، فتساءل عن الكيفية التي تتم بها عملية الإعمار فأجبناه أنها تعتمد على تبرعات المحسنين، فقال وكيف يتم صرفها؟ فقلنا بواسطة لجنة إعمار اعتمدت على مسؤول مالي ينظم الكشوفات المتعلقة بالصادر والوارد، فأجابنا بإمتعاض يجب أن يتوقف العمل وجعل يكررها ثم أضاف من الآن فصاعداً لستم مسؤولين عن الإعمار وكل المبالغ التي تصلكم، تحول لمديرية أوقاف بابل وسوف تتولى بنفسها عملية المتابعة ثم مزج غضبه بسخرية واستهزاء وهو يحادث أصحابه، وعندما دعوناه لتناول الغداء جاء مع رجاله إلى بيت من بيوت السدنة وعندما وضعت أمامه المائدة نادى بأعلى صوته: (جاءني، جاءني) ثم جعل يكرر ذلك وقد رأينا عينيه ابيضت وكلما راموا تحريكه لم يفلحوا فاستدعوا سيارة الإسعاف التي انطلقت به نحو المستشفى وفي منتصف الطريق احترقت فنقلوه إلى أخرى وقبل أن يصل المستشفى توفي فاتهمونا نحن السدنة بقتله وعندما نقلوه للطب الشرعي تبين لهم آثاراً لإطلاقات نارية بداخل الجسد ولا وجود لها عليه مطلقاً فعرفوا أنها كرامة جرت لزيد).

كما ينقل لنا كرامة أخرى جرت عند عملية صب الجدار في جانب من عمارة المرقد حيث كان العمال منهمكون في عملية الصب وبينما هم كذلك إذ انفتح القالب الخشبي الضخم الذين كانوا بداخله، الأمر الذي يؤدي إلى كارثة عادة، ولكن الذي حصل أن العمال ولم يصاب أي واحد منهم بأذى بل جميعهم سلموا.

أما عن حمايته لمن يلوذ به، فيحدث السادن: (في سنة 1991م، وبعد انتكاس الانتفاضة الشعبانية، كان الجيش قد وصل إلى المفرق المؤدي إلى المزار وبالأثناء مرت بهم امرأة فقالت (إن الثوار قد التجأوا إلى مزار زيد بن علي) فلما سمعوا منها ذلك انهالوا بأسلحتهم يضربون المزار بالقذائف والمدفعية وما دار حوله من بيوت فكنا بحمد الله نسمع دويها ونرى وميضها، لكننا لم نصب ولم يصب الحرم كأن أحداً يقذف بها بعيداً عنا وعندما وصل الجيش إلينا قالوا لم نتوقع وجود أناس أحياء هنا وظننا أننا سنجد جثثاً وخراباً!!

وغيرها من الكرامات التي بانت في هذه البقعة المباركة.

قبل أن نختتم زيارتنا التمس منا السدنة أن نوصل عتبهم على ديوان الوقف الشيعي الذي لم يقف على احتياجات المقام والعاملين فيه فمكبرات الصوت قديمة وغير نافعة، وأما المسؤول الأمني الأخ أسعد عواد فقد طالب بعدة أمور كلها تصب في خدمة المقام منها توفير باجات خاصة برجال الحماية والحرس وتوفير نقاط تفتيش نظامية في مدخل المزار، وتوفير أسلحة وعتاد كاف لمواجهة أي طارئ لا سمح الله.

هذا علم خفاق في سماء المجد والكرامة، باع الدنيا بالخلود، وبدل الذل بالعزة ودعا إلى الرضا من آل محمد(ص)، الصادق جعفر بن محمد(ع).

 

 (1) الزيدي، الحدائق الوردية، 1/137، الغارات، 2/861.

(2) الأمين العاملي، أعيان الشيعة، 33/62.

(3) ابن عنبة، عمدة الطالب، ص305، أبو نصر البخاري، سر السلسلة العلوية، ص32.

(4) ابن خلكان، وفيات الأعيان، حياة زيد، ابن قتيبة، المعارف، 73.

(5) ابن سعد، الطبقات، 5/325.

(6) الغريري، الزيدية بين الإمامية وأهل السنة، ص149.

(7) ابن عساكر، تاريخ دمشق 19/458.

(8) الآلوسي، بلوغ الأرب، ص73.

(9) ابن إدريس، السرائر، 3/638.

(10) الصدوق، الأمالي، ص335.

(11) الأمين العاملي، زيد والزيدية، ص33.

(12) عيون أخبار الرضا، باب 25 ص249.

(13) الاصبهاني، مقاتل الطالبيين، ص87.

(14) المقريزي، المواعظ والاعتبار، 2/436.

(15) حاتم، زيد بن علي ومشروعية الثورة عند أهل البيت.

(16) البلاذري، أنساب الأشراف، ص238.

(17)  الحكيم، مقدمة كتاب الصفوة للإمام زيد، ص7.

(18) انظر: السبحاني، الزيدية في موكب التاريخ، ص125، الغريري، الزيدية بين الإمامية وأهل السنة، ص173.

(19) الغريري، الزيدية بين الإمامية وأهل السنة ص210.

(20) الأربلي، كشف الغمة 2/353.

(21) البغدادي، الفرق بن الفرق ص25.

(22) المصدر السابق.

(23) الطبري، تاريخ، 8/261.

(24) ابن الأثير، الكامل، 5/233.

(25) الغريري، الزيدية بين الإمامية وأهل السنة، ص227.

(26) كمونه، مشاهد العترة الطاهرة، ص188

(27) الصدوق، عيون أخبار الرضا، ص250.

(28) القزويني، المزار، تحقيق جودت القزويني، ص186.

(29) حرز الدين، مراقد المعارف، 2/321.