الجمعة , 29 مارس 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » أدباء » عبدالحسين القرملّي

عبدالحسين القرملّي

مصادر الدراسة:

1 – جعفر باقر آل محبوبة: ماضي النجف وحاضرها – مطبعة النعمان – النجف 1957.

2 – علي الخاقاني: شعراء الغري (جـ 5) – المطبعة الحيدرية – النجف 1954.

3 – كاظم عبود الفتلاوي: المنتخب من أعلام الفكر والأدب – المواهب للطباعة والنشر – بيروت 1998.

4 – كوركيس عواد: معجم المؤلفين العراقيين في القرنين التاسع عشر والعشرين – مطبعة الإرشاد – بغداد 1969.

5 – محمد هادي الأميني: معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام – مطبعة الآداب – النجف 1964.

( 1304 – 1397 هـ)

( 1886 – 1976 م)

 سيرة الشاعر:

عبدالحسين بن محمد بن درويش القرملّي.

ولد في مدينة النجف، وتوفي في بلدة الحمزة الشرقي.

قضى حياته في العراق.

درس مقدمات العلوم والفقه والأصول على علماء النجف.

تردد على «الأحواز» وتعرف إلى كثير من رجاله، وكان راوية للقصص والنوادر.

عمل مرشدًا دينيًا في بلدة الحمزة الشرقي.

 الإنتاج الشعري:

– له قصائد وموشحات ومقطوعات في كتاب: «شعراء الغري»، ونشرت له الصحف العراقية الكثير من قصائده، وله ديوان شعر كبير لم يطبع، قال عنه

الفتلاوي إنه وقع في عشرين ألف بيت.

 الأعمال الأخرى:

– له عدة آثار مخطوطة، منها: نزق الشباب وذم العزوبة – السلسلة الزهدية في الوعظ والإرشاد.

في شعره تطلع إلى التنوع الموضوعي والموسيقي، فقد نظم في الوصف (وصف الطبيعة خاصة) وفي الغزل، والرثاء، وفي مداعبة الأصدقاء، وفي مراسلة الأصدقاء، فضلاً عن مديح آل البيت وهذا محور أساسي في شعره. ومن ناحية الشكل الموسيقي نظم القصيدة، والموشحة، والرباعيات، والقصيدة المدورة، واستخدم البحر تام التفاعيل في الشطر الأول (الصدر) ومجزوءًا في الشطر الثاني (العجز)، والقصيدة متعددة القوافي (من المزدوج).

 عناوين القصائد:

نفسية الشاعر

من قصيدة: نفثة في الشتاء

نفسية الشاعر

هـذه الـذراتُ فـي الجـوِّ تســــــــــــيحْ

أنـا مـنهـا فـي شقـاءٍ ونعـيـــــــــــمْ

تـارةً تذكرُ فـي النـادي الفســــــــــيحْ

وأراهـا تـارةً نـارَ الجحـيـــــــــــــم

أنـا يـا جـوُّ تـرانـي فـي هــــــــــواكْ

مـجـمعَ الضدِّ شقـيّاً وسعـيـــــــــــــــدْ

أتُرانـي فـــــــــــــــيك مُغرًى أو أراك

مغرَمًا تبعثُ لـي عـلـمًا جـديــــــــــــد

أرسلِ النظرةَ مـــــــــــــن وادي الأراك

وعـلى هـامِ مـصلاّهُ أصـيــــــــــــــــد

كـنـت أستـنشق قـيصـــــــــــــومًا وشِيحْ

وبِرَيّا نَدِّهِ كـنـتُ أهـيــــــــــــــــــم

خبرُ العـارفِ فـي الجـوّ صحـــــــــــــيح

هـي آيـاتٌ لقـرآنٍ كريــــــــــــــــــم

حـادثـاتُ الجـوِّ تتلـو الـحـادثــــــــاتْ

وعـلـيـهـا نـبأُ الكـونِ يلــــــــــــوحْ

هـي عـندي مـن أجَلِّ الـذكريــــــــــــات

وهْي أنسَتْنـي غَبـوقـي والصَّبــــــــــــوح

وثَّقتْ تأريـخَه عـندي الثقــــــــــــــات

هكذا فـاقتَبـلَنْ قـولَ النصـــــــــــــوح

فقـراتُ الكـون تأريـخٌ فصــــــــــــــيح

وعـلـيـهـا شهد العقـل السلـيــــــــــم

أنـبأتْ أمَّتهـا القـــــــــــــول الصريح

رسمتْ مطبعةُ الكـونِ حـــــــــــــــــروفْ

فتَلالا لعـيـونِ النـاظريـــــــــــــــنْ

وتلامـيذُ الـدجى تلك الصـفــــــــــــوف

أنجـمًا تسبحُ فـي مـاءٍ معـيـــــــــــــن

وإذا الغـيـمُ لهـا دَقَّ الـدُّفـــــــــــوف

رقصت للإلْفِ مـن ذاك الـحنـيــــــــــــن

وغَدَتْ فـي زَجَلِ الرعـدِ تصـــــــــــــــيح

كلـمـا أزعجَهـا مشـيُ الرَّسـيــــــــــــم

أسفرتْ فـي الأفْق عـن وجهٍ مـلــــــــــيح

فتلاشى حـولَهـا القـلـب السقـيـــــــــم

أنجـمٌ تـرسبُ فـي مـــــــــــــوج الظلامْ

أو نديـمٌ أشبَهَ الـبـدرَ الـتـمـــــــــام

قـام يسعى بشمـــــــــــــــــــولٍ لطفَت

لـيَ نفسٌ شـربتْ حــــــــــــــــبَّ السلام

وعـلى العـلـيـا أراهـــــــــــــا عطفَت

لست أهـوى غـيرَ مـيـدانٍ فســــــــــــيح

للـمعـالـي وصراطٍ مستقـيـــــــــــــــم

إن قـلـبـي مـن بنـي السـوءِ جــــــــريح

أجـديـدًا كـان أم كـان قـديــــــــــــم

جَرِّدِ النفسَ عــــــــــــــن الخُلْقِ الرَّذيلْ

واحتـرفْ للنفس أنـواعَ الكـمـــــــــــالْ

فعـلى الإنسـان قـد قـام الـدلــــــــيل

عـمـلاً طـورًا وطـورًا فـي مَقـــــــــــال

مـاؤنـا كـان لـديـنـا السلسبـــــــــيل

فعـلامَ الـيـوم قـد أصـــــــــــــبحَ آل

كـان نهجُ العـلـمِ نهجَ الـمستـمــــــــيح

لعـلـوِّ النفسِ غايـاتُ حكـيــــــــــــــم

هل عـلا مـرتفعًا مـثلَ الـمســـــــــــيح

أيـن ذاك العِلْمُ والغربـيُّ ســـــــــــادْ؟

وأنـا الشـرقـيُّ لا أهـوى الـوفــــــــاقْ

وتقهقَرْنـا وعـــــــــــــــن نهج السَّداد

مـالـتِ الأنفس تسعى فـي شِقــــــــــــاق

نهض الغربُ بتثقـيفِ الـبــــــــــــــلاد

وبنى فــــــــــــــــــــوق ثريّاه رُواق

أبنـي الشـرق إلى الـمـجــــــــــد صُروح

يـا بنـي الشـرق وهل يرجـو النعـيــــــم

ألَهُ روحٌ إلى العـلـيـا طمـــــــــــــوح

ومـن الجهلِ له الخِلُّ الـحـمـيــــــــــم؟

لا تخلْ أمـرَكَ أمـرًا مستحــــــــــــــيلْ

فـاتّخذْ عـن مقتفـي النفس بـــــــــــديل

فلقـد ضلَّ أخـوهـــــــــــــــــــا وغوى

لا تُضِعْ عـمـرَك فـي قـالٍ وقــــــــــــيل

وارتفعْ مُرْتقــــــــــــــــيًا مَعْ كلِّ ريح

ومـن العـلـم انـتقِ الـدرَّ النظيــــــــم

واستقـمْ فـي طـورِ سـيـنــــــــاء النزيح

وأعِدْ ذكْرَ مـنـاجـاةِ الكلـيـــــــــــــم

من قصيدة: نفثة في الشتاء

زحفَ الشـتـاءُ عـلى الـبــــــــلاد ببردِهِ

وأتَتْ مزمـجــــــــــــــــرةً طلائعُ جندِهِ

واقتـادهـا خـيلاً عِتــــــــــــاقًا شُزَّبًا

جُرْدًا تخـالطُ غَوْرَه فـــــــــــــــي نجْدِه

هَزْلاً يكرُّ وتـارةً متحـــــــــــــــــمِّسًا

وأنـا القتـيل بـهـــــــــــــزلِه وبجَدِّه

قـد شـرَّعَ السُّمْر الطـوالَ عـلى الــــــورى

وغدا يلفُّهــــــــــــــــــمُ بطرفِ فرندِه

يـا مخْذَمًا شحذَ الزمـــــــــــــانُ غِرارَه

وأقـــــــــــــــــام مُحتدمًا بشفرةِ حدّ

خَبَرُ الشـتـاءِ ومُبتداه أضرَّ بــــــــــــي

أيـن الربـيعُ وأيـن زهــــــــــرةُ وَردِه؟

بسط الجـمـالُ عـلى الـبسـيـطةِ نــــــوره

والـمـاءُ سـاغ إلى النـبـات بـــــــوِرْده

متـمـوِّجًا يجـري طرادًا والهــــــــــــوى

يجـري انعكـاسًا سـاعـيًا فــــــــــي رَدّه

والصـبُّ أسكره ارتـيـاحُ ضمــــــــــــيرِه

نشـوانَ مـنعكـسًا هـــــــــــــواه بطردِه

يـا لـيلةً طـالـت عـلـيـه مـن الشِّتـــــا

واذا بـه متقـلّبٌ فــــــــــــــــي وَجْدِه

والغـيـمُ أمطره بـوابـل هـــــــــــــمّه

فـاندكّ حـزنًا مـن صـواعق رعـــــــــــده

وانصـاع يرفل فـي ثـيـاب مـصـــــــــيفه

ومهـبّ عـاصـفة الشمـــــــــــــال ببرده

تلك الطلائع قـيّدت مـنه الـحشــــــــــا

ـلَيثُ الهـزبر لـتذهـــــــــــــبنَّ برشده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.