أسد يدخل النجف و إقامة صلاة استسقاء في النجف
سنة 1277 هـ ـ 1860م.
في حدود هذه السنة أقبل أسد من البادية ودخل مدينة النجف الأشرف من الباب الشرقي الكبير الذي ينتهي بسالكه إلى المرقد الشريف، والناس تتحاشاه وتنكسر دونه وتفّج له بالطريق، وكان يوم وروده هو يوم النوروز، وكانت مدينة النجف مليئة بالزوار، ولما وصل الأسد إلى باب الصحن الشرقي الكبير سدّوا عنه الباب، فتمرغ بالعتبة المقدسة وهمس بشيء كأنه يخاطب أسد الله الغالب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم رجع من حيث أتى.
قال السيد آل جعفر بحر العلوم: سمعت هذه القصة ممن كان حاضراً في ذلك اليوم في الصحن الشريف.
وقد نظم هذه الحادثة شاعر العراق وأديبه على الإطلاق عبد الباقي العمري الفاروقي الموصلي المتوفى سنة 1278هـ في مقطوعة شعرية مثبتة في ديوانه مصدّرة بما نصّه:
لما شاع وذاع وملأ الأسماع ورود الأسد الوارد لباب المشهد المقدّس، ومقعد الصدق الأنفس، فقوبل من سكنة النجف الأشرف بالعكس والطرد، فقال معاتباً لهم بألطف عتاب على منعهم إيّاه عن التمرغ بتراب أعتاب ذلك الغاب المنيع الجناب الفسيح الرحاب، الرفيع القباب، قال:
عجبت لسكان الغري وخوفهــــــــــــــم من الأسد الضاري إذ جاء مقبـــــــلا
للثم أعتاباً تحط ببـــــــــــــــــــــــــابهــا ملائكة السبع السماوات أرجــــــــلا
وفي سوحها كم قد أناخت تواضعــــــــاً قساورة الغاب الربوبي كلكــــــــــلا
وهم في حمىً فيه الوجود قد احتمــى ومغناه كم أغنى عديماً ومرســـــلا
وقد أغلقوا باب المدينة دونـــــــــــــــــه وذلك باب ما رأيناه مقفـــــــــــــــلاً
فمرّغ خداً في ثرى باب حطّـــــــــــــــة وردّ وقد أخفى الزئير مهـــــــــــرولا
فلو عرفوا حقّ الولاء لحيــــــــــــــــــدرٍ لما منعوا عنه مواليـــــــــــــــا لا ولا
تاريخ النجف الأشرف- ج 2/محمد حرز الدين
2013-03-04