كرامة للمرقد المطهّر
سنة 1275هـ ـ 1875م……. كرامة للمرقد المطهّر
في هذه السنة ورد النجف بعض النواصب من الجيش التركي وأراد بدخول الروضة الحيدرية بنعليه، وأصرّ على ذلك، فصرع عند دخوله للحرم، وحمل إلى منزله ومات على أثرها. وقد نظمت هذه الكرامة من قبل شعراء ذلك العصر كالشيخ أحمد بن حسن بن علي قفطان، المتوفى سنة 1293هـ، بقوله:
وكرامات علي حـــــــــيدرة ظاهرات عند أهل التبصـــره
كم وكم مرّت على أســـلافنا ولنا أخرى بدت مبتـــــــكره
ناصبيٌ رام أن يدخل فـــــي نعله للروضة المزدهـــــــره
صاحب الروضة أرّخ (أسد قبل أن يدخلها قد سطــــــره)
وعليكم صلوات الله مـــــــا ذكرت أيّامكم يا خــــــــــيره
عبدكم أصبح يرجو فضلكـم يوم يأتي بالذنوب المـــــوقره
فاشفعوا في وِزْرِه يا سادتـي أنتم عند الإله الــــــوزره
وقال الشيخ عبد الحسين بن أحمد بن حسين شكر، المتوفى سنة 1285هـ:
ورجس زنيم رام يوطأ نعـــــــــله على قدس أرض بل على حضرة القـــــــدس
وهمّ بأن يعلو على عرش قــــــادر بقدرته قد قوّم العرش والكرســـــــــــــــي
أراد استراق السمع من ملأ غدت به الرسل حرّاساً ولم يخش من بـــــــــأس
فخر شهاب من سماء لرجمــــــه فأحرق شيطاناً على صورة الإنـــــــــــــس
ألم يَدْرِ أن فيه الملائك خُضّعـــــاً ومن خيفةٍ قامت صفوفاً بلا هــــــــــــــمس
وإن به أوحى لموسى إلهــــــــــه بأن قبل خلع النعل يخلع للنفـــــــــــــس
فلله من أرض سمت قبّة السمـــا وعاقت علا العيوق حتى عن المــــــس
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب آل داوود الهمداني صاحب (فصوص الياقوت) كما نقله الشيخ جعفر محبوبة:
ناصبي رام أن يدخل فــــي روضة نور الهدى منها سطـــــــع
فمشى منتعلاً مستهزئـــــــاً كلما قد ردعوه ما ارتـــــــــــدع
ومن الصفّة لمّا أن رقــــــى ومشى من حوله الناس جـــمع
فأتى الباب فما راءٍ ســـــوى أثر اللطم على خد اللكــــــــــــع
فارتدى ثوب الردى ملتحفاً (بثلاثٍ) لهم اللعن شـــــــــــــرع
فأضيفوهم إلى ما أرّخـــــو (فبخفّيه حُنَينٍ قد رجـــــــــــــع)
رحلة الشيخ شرع الإسلام
وفي هذه السنة قام الشيخ محمد بن الشيخ جعفر بن أحمد بن محسن الحويزي، المعروف بشرع الإسلام المتوفى سنة 1306هـ، برحلة من النجف إلى إيران والاتصال بسلطانها ناصر الدين شاه، وكتب رحلته وأسماها (الرحلة المحمدية والنقلة الإسلامية) فرغ منها في رابع عشر محرم سنة 1276هـ، وألحق بخطّه غير مؤلّفاته في خزانة الشيخ علي كاشف الغطاء تقع في 68 صفحة. وردت فيها قصيدة يمدح فيها مدينة بروجرد واشتياق نفسه إلى النجف الأشرف وإلى الصحن الغروي الشريف، قال:
أما البلاد فبلدة ميمونــــــــــــة أو ما سمعت بجنة الـفـــــــردوس
فيها الشآدن كالبدر طوالـــــــع والغانيات بها كمثل شمــــــــــــــوس
سود المحاجر غير أن لحاظها سهم تسدد من يدي إبليــــــــــــــــس
قسماً بنور جينها لو أنــــــــها تبدو لإفلاطون آو إدريـــــــــــــــــس
ما خلتُ إفلاطون إلاّ جـــــاهلاً في بحثه والعلم والتدريـــــــــــــــــس
ورأيت إدريس يكبّر ربّــــــــه ويزيد بالتهليل والتقديـــــــــــــــــــــــس
للطيف بدعتها وحسن صنيعها فبحسنها فاقت على بلقـــــــــــــــيس
يمّمت سهمي لاقتناص ظبـــية منها فعاد السهم كالمـــــــــــــأيوس
فبكيت من أسف على ما فاتني وكسرت من حنق عليه قوســــــــي
ودعوت ربي كي يجود بغــادة من ذي الظبا حتى تكون عروســــــي
أو أن يعيد بنا على عادتنــــــا نتالوا المسائل عند (باب الطوســـــي)
ونزور حيدرة الوصي لأحمــد خير الورى من سابق التأسيـــــــــــس
ونعود بعد لغلمة ما شأنـــــها إلا انتظاري وانتظاري الحيــــــــــــس
(تاريخ النجف الأشرف- ج 1/محمد حرز الدين )
2013-03-04