رضا بن محمد بن هاشم الموسوي الهندي
المعروف بـ(سيد رضا الهندي)
سيرة الشاعر:
ولد في مدينة النجف الأشرف سنة ( 1290 هـ – 1873 م) وتوفي في الفيصلية (محافظة القادسية – العراق) ودفن في النجف سنة ( 1362 هـ – 1943 م).
لقب بالهندي لهجرة أحد أجداده إلى الهند، وتنقل بين مدن العراق.
درس على أبيه، وقرأ بعدها على عدة علماء، عاش ثلاثة عشر عامًا صحبة والده في مدينة سامراء هربًا من طاعون النجف (1880)، وكان آنذاك في الثامنة من عمره.
عينه أبو الحسن الأصفهاني وكيلاً دينيًا عنه في ناحية الفيصلية، فبقي هناك حتى رحيله.
الإنتاج الشعري:
له قصائد مختارة تضمنتها ترجمته في كتاب «شعراء الغري»، وله ديوان حققه عبد الصاحب الموسوي (عام 1988)، وقام بجمعه موسى الموسوي الهندي وصدر عن دار الأضواء – بيروت.
الأعمال الأخرى:
له كتاب: «الرحلة الحجازية»، وكتاب «الميزان العادل» – بغداد 131هـ/1912م، وله مخطوط بعنوان: «درر البحور» في العروض، ومنظومة في الأخلاق عنوانها: «بلغة الراحل» – (مخطوطة).
شعره يجري في أغراض دينية، تاريخية أو حاضرة، وفي مناسبات اجتماعية، مثل المراسلة والتقريظ وتصدير الكتب والغزل الرمزي، على أن هذا الغزل يأخذ مكان المقدمة في مدائحه أيضًا. ومع غلبة التقليد على ألفاظه وتراكيبه فإن لشعره سماحة وفيه عذوبة، وبخاصة في الكوثرية، كما نظم في بعض الحوادث السياسية في عصره.
نموذج من شعره:
الكوثرية
قام يجلوها
من قصيدة: الكوثرية
أمُفلَّجُ ثَغْرك أم جوهرْ *** ورحيقُ رُضُابك َأم سُكّر
قد قال لثغرك صانعُه:«إنَّا أعطيناك الكوثر»
والخالُ بخدِّك أم مِسْك *** نَقَّطْتَ به الوردَ الأحمر
أم ذاك الخال بذاك الخدْ *** فَتيتُ النَدِّ على مَجْمَر
عجبًا من جمْرتِه تذكو *** وبها لا يحترق العنبر
يا من تبدو لي وفْرتُه *** في صُبح مَحيّاه الأزهر
فأُجَنُّ به ب «الليلِ إذا *** يغشى» «والصبحِ إذا أسفر»
ارحَمْ أَرِقًا لوْ لمْ يمرضْ *** بنُعاسِ جفونك لم يسهر
تبْيَضُّ لهجرك عيناه *** حزنًا ومدامعه تحمَر
يا للعشّاق لمفتونٍ *** بهوى رشأٍ أحْوى أحْوَر
إن يبدُ لذي طربٍ غنَّى *** أو لاح لذي نُسُكٍ كبَّر
آمنت هوًى بِنُبَوَّتِه *** وبعَيْنيه سِحرٌ يُؤثر
أصفيتُ الودَّ لذي مَللٍ *** عيشي بقطيعته كدَّر
يا من قد آثر هجراني *** وعليَّ بلقياهُ استأثر
أقسمتُ عليك بما أولتْ *** كَ النضرةُ من حُسْن المنظر
وبوجهك إذ يحمرُّ حيًا *** وبوجه محبّك إذ يَصْفَر
وبلؤلؤ مبسمك المنظو *** مِ، ولؤلؤ دمعيَ إذْ يُنْشَر
أن تتركَ هذا الهجْر فلَيْ *** سَ يليق بمثليَ أَنْ يُهْجَر
فاجْلُ الأقداح بصرف الرّا *** حِ عسى الأفراح بها تُنشَر
واشغلْ يمناك بصبِّ الكا *** سِ، وخلِّ يَسارَك للمزْهر
فدَمُ العنقود ولحنُ العُو *** دِ يعيد الخيرَ وينفي الشر
بكِّرْ للسُكْر قُبَيْل الفَجْ *** رِ فصفوُ الدهرِ لمن بَكّر
هذا عملي فاسلُكْ سُبُلي *** إن كنت تُقرُّ على المُنْكر
فلقد أسرفتُ وما أسلفْ *** تُ لنفسي ما فيه أُعْذَر
من قصيدة: قام يجلوها
هي شمسٌ زفَّها بدرُ الحسانْ *** وبها شعَّتْ لآلي الحببِ
سعدُ الطالع في هذا القِرانْ *** فلك البشرى بنيل الأربِ
قام يجلوها وفي مقلتهِ *** فترةٌ يحسبها الرائي نُعاسْ
كلما استمسك في مِشيتهِ *** عبث الدلُّ بعطفيْه فماس
ذقتُ غيرَ الخمْرِ من ريقتِه *** وَلِيَ السَّكْرُ على غير قِياس
مَنْ مُجيري والهوى فيه الهوانْ *** من شتيت الثَّغْر حُلْوِ الشَّنَب
إن حكَتْهُ الريمُ في لحظٍ فما *** هي تحكيه بِثَغْرٍ وَفَمِ
فعَلَتْ عيناه في القلب كما *** فعلت في الحرب أسياف الكمي
ليت شعري ما على عذْب اللمى *** لو شفى بَرْدُ لمَاهُ أَلَمي
وسقاه بَيْن َمَنْظوم الجُمانْ *** بَرَدًا يمزجه بالضَّرَبِ
أَتُرى أَلْثمُ عينيه وفاهْ *** وأشمُّ الآس من تلك الجعودْ
أم تراه مُسْعِدًا لي بوفاه *** فأقضِّي منه مَمْطولَ الوعُود
أم ترى إن نطق اللاحي وفاه *** يذهب العشقُ أمِ الصبرُ يعودْ
كيف والشوقُ جموحٌ والعنانْ *** في يديْ طفلٍ كثير اللعبِ
يا غزالاً ملأ الجسمَ ألَمْ *** وأذاب القلب منِّي وصَبَا
طال عهد بتلاقيك ألم *** يأنِ أن ترحمَ صبّاً متعبا
كم أقاسي حُرَقَ الوجد وكم *** أسهر الليلَ أعدُّ الشُّهبا
وعلى العشّاق في حبّك هانْ *** سهرُ الليل وعدُّ الشهبِ
أبدًا قلبي أسيرٌ في يديكْ *** وبه المكثرُ في اللوم يجورْ
أَوَ ما تنظر ما في شفتيكْ *** إن تشأ يحيَ به مَن في القبور
وترى الناسَ بداجي وفرتَيْكْ *** آية الثعبان في سُود الشُّعور
إن هاتين لعمري آيتانْ *** شهدا أنك في الحسن نَبي
المصادر:
1 – جعفر الخليلي: هكذا عرفتهم (ج1) – دار التعارف – بغداد 1963.
2 – عبد الصاحب الموسوي: حركة الشعر في النجف الأشرف – دار الزهراء – بيروت 1988.
3 – علي الخاقاني: شعراء الغري (ج4) – المطبعة الحيدرية – النجف 1954.
4 – كوركيس عواد: معجم المؤلفين العراقيين في القرنين التاسع عشر والعشرين – مطبعة الإرشاد – بغداد 1969.
5 – محمد عباس الدراجي: القصائد الخالدات في حب آل البيت – مطبعة أوفست الانتصار – بغداد 1989.
6 – مير بصري: أعلام الأدب في العراق الحديث (ج1) دار الحكمة – لندن 1994
2015-03-23