سالم بن محمد علي الطريحي
المعروف بـ(سالم الطريحي)
سيرة الشاعر:
ولد في النجف الأشرف سنة (1224هـ – 1809م) وفيها قضى حياته وفيها توفي عام (1293هـ – 1876م).
نشأ على أبيه، ودرس على نعمة الطريحي، ثم على مرتضى الأنصاري، اشتغل بالتجارة، أعقب أربعة أبناء، كان منهم ولدان شاعران أديبان.
الإنتاج الشعري:
له عدة قصائد في كتاب «شعراء الغري»، وكتاب «ماضي النجف وحاضرها».
قال جعفر بن باقر آل محبوبة عن شعره: «كان من الشعراء المكثرين، ومن المادحين والراثين لأهل البيت وجلّ شعره فيهم» – عبارته تدل على ثقافته اللغوية المستمدة من الشعر القديم، والتمثل بالتاريخ يوجه الكثير من معانيه.
نموذج من شعره:
رويدًا حداة الظاعنين
المنية لا تبقي ولا تذر
قصيدة: رويدًا حداة الظاعنين
رويدًا حداةَ الظاعنين فإنَّ لي *** حشًا بين أيدي العيس أودى به الْحُبُّ
قِفا ريثما يقضي الرضيع لُبانةً *** فيا رُبَّ نار شبّها بينكم تخبو
وقائلةٍ: خفْضٌ فقلت: ومقلتي *** مدامعها غيثٌ وأجفانها سُحْب
جهلتِ ولمّا تعلمي حالة الهوى *** فلومي فلا لومٌ عليك ولا عُتْبُ
أيسلو الهوى صبٌّ إذا عَنَّ بارقٌ *** يحنّ وإن هبَّتْ نسيم الصَّبا يصبو
وان عنّ ذكر المنحنى وشعابه *** يروح وفي أحشاه من ذِكْرها شِعْب
سقى صيَّبَ الْوَسْمِيِّ بالمنحنى رُبًا *** إذا مرّ ذكراها أرى مهجتي تربو
ذوت بعد ما راقت وأصبح آجنًا *** بها بعد ما قد ساغ منهلها العذب
وقفت على أطلالها باكيًا بها *** وأطلالها ما بين أيدي البِلى نهْب
وُقوفي غداة الطفِّ بين عِراصها *** وللعين فيها من مُذاب الحشا سكْب
غداةَ ابن حامي الدين صِيحَ برحله *** فلا مشرقٌ إلا استشاط ولا غرب
قصيدة: المنية لا تبقي ولا تذر
في رثاء الميرزا أبو القاسم
هي المنيّة لا تُبقي ولا تذرُ *** وليس يدفعها حصنٌ ولا وزرُ
فكم بسهم الردى أردت أخا شرفٍ *** من دون أدنى علاه الشمس والقمر
فكم كميٍّ من الأقوام قد ظفرتْ *** لها بمهجته حتى قضى ظفر
قضى الجواد الذي عمَّ الورى صلةً *** فليل وجه الورى داجٍ ومُعتكر
قضى فقلبُ التقى والعلم مضطربٌ *** ودمعُ عين المعالي الغرّ منهمر
قضى الفتى الورع السجّاد في غلسٍ *** من السجود بدا في وجهه أثر
قضى المظفَّر ذو الرأي الحصيف فقل *** من بعده يا أولي الألبابِ فاعتبروا
خطبٌ ألمَّ بأقصى الريِّ فانبعثتْ *** ترمي العراقين من نكبائه شرر
فالله لولا بنو المجدِ الأثيل ومن *** أثرى بمجدهمُ بادٍ ومُحتضَر
ما آن أن تنقضي الأحزان ما غربت *** شمسٌ وأشرق في أفق السما قمر
بنو عليٍّ عليُّ القدر من نُصِبتْ *** لهم بفَرْق السُّهى والمشتري سُرُر
هم الأباة أباة الضيم إن فخروا *** يومًا فلا أحدٌ في الناس يفتخر
همُ همُ الموسعون البذلَ يومَ ندىً *** هم كعبة الوفد إن قلَّوا وإن كثروا
همُ الهداة الميامين الولاة همُ ال *** مُوفون بالنذر للرحمن والنُّذُر
صبرًا بني جعفرٍ صبرًا بنيه فلا *** يُرَدّ يومًا قضاءُ الله والقدر
صبرًا فما غاب من أبقى له خلفًا *** ولم يمت من بنوه كلُّهم غُرَر
صبرًا فإن لكم بالمرتضى وله الصْ *** بْرُ الجميل بكم إن عزّ مصطبر
وحسبكم سلوةً فيه ففيه لكم *** تصفو المشارب مهما شابها الكدر
مأوى المخوف ومثوى كل مكرمةٍ *** عن نيلها الكلُّ قد كلّوا وقد قصروا
حَبْرُ الشريعةِ بحر العلم من ربحت *** فيه تجارة ُمن وافاه يتّجر
رحبُ الذراعين من ضاقت بما رحبت *** في جوده الأرض أقصِرْ أيها المطر
فيا عصامَ الورى من كل حادثةٍ *** وخيرَ من كان للنكباء يُدَّخَر
لا زلتَ بدرَ علومٍ يُستضاء به *** ودمت ربَّ علاً تعنو لكَ البشر
ولا عدا صيّبُ الرضوان مسَّ فتًى *** به تضوَّعتِ الأجداث والحُفَر
المصادر:
1 – جعفر باقر آل محبوبة: ماضي النجف وحاضرها (ج2) – المطبعة العلمية – النجف 1955.
2 – جعفر النقدي: الروض النضير (مخطوط).
3 – علي الخاقاني: شعراء الغري (ج4) – المطبعة الحيدرية – النجف 1954.
4 – علي كاشف الغطاء: الحصون المنيعة (ج9) (مخطوط).
5 – محسن الأمين: أعيان الشيعة (ج33) – دار التعارف – بيروت 1998.
6 – محمد السماوي: الطليعة من شعراء الشيعة – دار المؤرخ العربي – بيروت 2001.
2015-03-25