الأربعاء , 8 مايو 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » شعراء » سالم بن محمد علي الطريحي

سالم بن محمد علي الطريحي

المعروف بـ(سالم الطريحي)

سيرة الشاعر:

ولد في النجف الأشرف سنة (1224هـ – 1809م) وفيها قضى حياته وفيها توفي عام (1293هـ – 1876م).

نشأ على أبيه، ودرس على نعمة الطريحي، ثم على مرتضى الأنصاري، اشتغل بالتجارة، أعقب أربعة أبناء، كان منهم ولدان شاعران أديبان.

الإنتاج الشعري:

له عدة قصائد في كتاب «شعراء الغري»، وكتاب «ماضي النجف وحاضرها».

قال جعفر بن باقر آل محبوبة عن شعره: «كان من الشعراء المكثرين، ومن المادحين والراثين لأهل البيت وجلّ شعره فيهم» – عبارته تدل على ثقافته اللغوية المستمدة من الشعر القديم، والتمثل بالتاريخ يوجه الكثير من معانيه.

نموذج من شعره:

رويدًا حداة الظاعنين

المنية لا تبقي ولا تذر

قصيدة: رويدًا حداة الظاعنين

رويدًا حداةَ الظاعنين فإنَّ لي *** حشًا بين أيدي العيس أودى به الْحُبُّ

قِفا ريثما يقضي الرضيع لُبانةً *** فيا رُبَّ نار شبّها بينكم تخبو

وقائلةٍ: خفْضٌ فقلت: ومقلتي *** مدامعها غيثٌ وأجفانها سُحْب

جهلتِ ولمّا تعلمي حالة الهوى *** فلومي فلا لومٌ عليك ولا عُتْبُ

أيسلو الهوى صبٌّ إذا عَنَّ بارقٌ *** يحنّ وإن هبَّتْ نسيم الصَّبا يصبو

وان عنّ ذكر المنحنى وشعابه *** يروح وفي أحشاه من ذِكْرها شِعْب

سقى صيَّبَ الْوَسْمِيِّ بالمنحنى رُبًا *** إذا مرّ ذكراها أرى مهجتي تربو

ذوت بعد ما راقت وأصبح آجنًا *** بها بعد ما قد ساغ منهلها العذب

وقفت على أطلالها باكيًا بها *** وأطلالها ما بين أيدي البِلى نهْب

وُقوفي غداة الطفِّ بين عِراصها *** وللعين فيها من مُذاب الحشا سكْب

غداةَ ابن حامي الدين صِيحَ برحله *** فلا مشرقٌ إلا استشاط ولا غرب

قصيدة: المنية لا تبقي ولا تذر

في رثاء الميرزا أبو القاسم

هي المنيّة لا تُبقي ولا تذرُ *** وليس يدفعها حصنٌ ولا وزرُ

فكم بسهم الردى أردت أخا شرفٍ *** من دون أدنى علاه الشمس والقمر

فكم كميٍّ من الأقوام قد ظفرتْ *** لها بمهجته حتى قضى ظفر

قضى الجواد الذي عمَّ الورى صلةً *** فليل وجه الورى داجٍ ومُعتكر

قضى فقلبُ التقى والعلم مضطربٌ *** ودمعُ عين المعالي الغرّ منهمر

قضى الفتى الورع السجّاد في غلسٍ *** من السجود بدا في وجهه أثر

قضى المظفَّر ذو الرأي الحصيف فقل *** من بعده يا أولي الألبابِ فاعتبروا

خطبٌ ألمَّ بأقصى الريِّ فانبعثتْ *** ترمي العراقين من نكبائه شرر

فالله لولا بنو المجدِ الأثيل ومن *** أثرى بمجدهمُ بادٍ ومُحتضَر

ما آن أن تنقضي الأحزان ما غربت *** شمسٌ وأشرق في أفق السما قمر

بنو عليٍّ عليُّ القدر من نُصِبتْ *** لهم بفَرْق السُّهى والمشتري سُرُر

هم الأباة أباة الضيم إن فخروا *** يومًا فلا أحدٌ في الناس يفتخر

همُ همُ الموسعون البذلَ يومَ ندىً *** هم كعبة الوفد إن قلَّوا وإن كثروا

همُ الهداة الميامين الولاة همُ ال *** مُوفون بالنذر للرحمن والنُّذُر

صبرًا بني جعفرٍ صبرًا بنيه فلا *** يُرَدّ يومًا قضاءُ الله والقدر

صبرًا فما غاب من أبقى له خلفًا *** ولم يمت من بنوه كلُّهم غُرَر

صبرًا فإن لكم بالمرتضى وله الصْ *** بْرُ الجميل بكم إن عزّ مصطبر

وحسبكم سلوةً فيه ففيه لكم *** تصفو المشارب مهما شابها الكدر

مأوى المخوف ومثوى كل مكرمةٍ *** عن نيلها الكلُّ قد كلّوا وقد قصروا

حَبْرُ الشريعةِ بحر العلم من ربحت *** فيه تجارة ُمن وافاه يتّجر

رحبُ الذراعين من ضاقت بما رحبت *** في جوده الأرض أقصِرْ أيها المطر

فيا عصامَ الورى من كل حادثةٍ *** وخيرَ من كان للنكباء يُدَّخَر

لا زلتَ بدرَ علومٍ يُستضاء به *** ودمت ربَّ علاً تعنو لكَ البشر

ولا عدا صيّبُ الرضوان مسَّ فتًى *** به تضوَّعتِ الأجداث والحُفَر

المصادر:

1 – جعفر باقر آل محبوبة: ماضي النجف وحاضرها (ج2) – المطبعة العلمية – النجف 1955.

2 – جعفر النقدي: الروض النضير (مخطوط).

3 – علي الخاقاني: شعراء الغري (ج4) – المطبعة الحيدرية – النجف 1954.

4 – علي كاشف الغطاء: الحصون المنيعة (ج9) (مخطوط).

5 – محسن الأمين: أعيان الشيعة (ج33) – دار التعارف – بيروت 1998.

6 – محمد السماوي: الطليعة من شعراء الشيعة – دار المؤرخ العربي – بيروت 2001.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.