الجمعة , 22 نوفمبر 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » شعراء » صالح بن مهدي بن رضا الحسيني العلوي

صالح بن مهدي بن رضا الحسيني العلوي

المعروف بـ(صالح النجفي البغدادي)

سيرة الشاعر:

ولد في مدينة النجف سنة (1209هـ – 1794م)، وفيها دفن، وكانت وفاته في بغداد عام (1306هـ – 1888م).

نشأ في النجف ودرس فيها علوم العربية والعلوم الدينية، ثم انتقل إلى بغداد (1843م) ليتولى أعمالاً شرعية في ضاحية الكرخ، فكانت داره ندوة للشعراء والأدباء.

الإنتاج الشعري:

له: (الدُّرر الغروية في مدح ورثاء العترة المصطفوية) (ج1) – مطبعة القضاء – النجف 1961م، (62 صفحة، يحتوي على خمس قصائد فقط في مدح النبي، والزهراء، وآل البيت الكرام، وصدرت طبعة ثانية – مطبعة الغري الحديثة – النجف 1974م برعاية حيدر المرجاني)، وله ديوان مخطوط جمعه: إبراهيم صادق العاملي النجفي، ضم إلى شعر المترجم له بعض التقاريظ، والمخطوط محفوظ بمكتبة ولده السيد حسون بالكرادة الشرقية في بغداد، وله ديوانان مخطوطان في دار للمخطوطات (في بغداد)، وله عدد من القصائد المختارة في كتاب (شعراء الغري).

شعره:

نظم القصيدة، والموشحة المادحة، وتنوعت موضوعات قصائده في الغزل الرمزي، والمديح، والمراسلة والمجاوبة، وفي الحماسة والرثاء والوصف والتقريظ، عبارته فيها سلاسة، وفي قوافيه يسر وتدفق، وصوره المجازية تراثية، يميل إلى الإطالة.

نموذج من شعره:

لاح كوكب

أهاجك برقٌ

كم أقاسي من هجره

من قصيدة: لاح كوكب

كم لاح في فلك الرصافة كوكبُ *** بسعوده شمل النحوس مشعّبُ

وبوجهه شقّ الصباحَ عمودُه *** لما استشاط من الجعود الغيهب

متنقّبٌ ببنانه فكأنه *** قمرُ السما بهلاله مُتنقّب

وكأنما الشمس المنيرة خدّهُ *** والنجم قرطٌ فوقه يتذبذب

يا من به غنّى (طويسُ) و(معبدٌ) *** وبه استثار (مهلهلٌ) و(مهلّب)

وبسيف جفنيه تقلدّ (عامرٌ) *** وبرمح قامته تَقدّم (مرحب)

وبسهم مقلته أصاب (مجاشعٌ) *** وبقوس حاجبه تنكّبَ (مقْنب)

إمزجْ بعذب لماك كأسكَ واسقني *** جهرًا فمن كأسيك ساغ المشرب

فلكٌ بأنجمه تجلّتْ شمسُه *** فالشمس تُشرق بالنجوم وتغرب

ويكاد بالأبصار يذهب نورُها *** نظرًا ورشفًا بالبصائر تذهب

أَوَ ما ترى يا (سعدُ) سلسال الطلى *** وافَى إليك بها الغزال الرّبرب

شمسٌ عليكَ يديرها بدرُ الدجى *** والكأسُ مشرقُها وفوك المغرب

لو ذاق (ذو القرنين) ماء حياتها *** ما كان ماء حياته يتطلب

أو مسّ (كسرى) الفرس خالص تبرها *** ما كان بالتبر الكؤوسُ يُذهِّب

أو فَضَّ (قيصر) عن ختام رحيقها *** ما فُضّ مختوم الرحيق فيُشرَب

أو شام لؤلؤَها (النجاشي) لم يكن *** باللؤلؤ المكنون عنها يرغب

أو شمّ (تُبّعُ) طيبَها لم تَلْفَهُ *** إلا بنشرِ أريجها يتطلّب

أو أن (خاقانًا) صغى لحديثها *** مزجًا لما في غيرها يتطرّب

أو حازها (بقراطُ) صرفًا لم يكنْ *** في غيرها الداءُ العضالُ يطيَّب

فحَبَابُها شهبُ السما ودنانها *** أقمارُها ينقضُّ فيها الكوكب

بأثيثه متبرقعٌ وبجفنهِ *** متدرِّعٌ وبقوسه متنكب

يُصْمي قلوب العاشقين بأسهم ال *** أجفان وهْو إلى القلوبِ محبّب

ويذبُّ من أصداغهِ وجعوده *** أفعى عن الكنز المصون وعقرب

ويموجُ ماءُ الحسنِ في جناتهِ *** والنار في أمواجه تتلهّب

قاني الخدودِ كأنما بكؤوسهِ *** من حمرةٍ فيها الخدودُ تَشرَّب

ومقبِّلٌ بالأقحوان مفضضٌ *** وموّردٌ بالأرجوان مذهّب

ما خلْتُ أن الغصن يسفكُ قَ *** مهجًا ويفتك بالأسود الربرب

رشأٌ سحابُ وصالهُ لوشاته *** صَبَبٌ وللصبِّ المرجِّي خُلَّب

روضٌ إذا أطرى الصبا لي ورده *** بالكرخ أطرى بالغري وأطرب

أدرى الحبيبُ بأنّ من هجرانه *** قلبي على جمرِ الغضا يتقلّب

يا غائبًا عن مقلتيَّ وشخصُهُ *** عن طيّ جانحتيَّ ليس يُغيَّب

(رضوان) حُسْنك (مالكٌ) بعذابهِ *** رقّي وبالرضوان كيف يعذّب

فأطِل عذابك بالنوى أو لا تُطِلْ *** فبك العذابُ وعذبُ وصلكَ ي

من قصيدة: أهاجك برقٌ

أهاجكَ برقٌ عنَّ في ذلك الشِّعْبِ *** فأرعدَ من جفنيكَ منهمر السّحبِ

وأصباك مشمولُ الصَّبا متأرجًا *** هبوبًا من الزوراءِ بالمندلِ الرطب

أتأملُ فيها فتكةَ السربِ بعدما *** ترى الأُسْدَ لم تأملْ بها فتكةَ السرب

وشعَّب قلبَ الصبِّ في الأيك هاتفٌ *** به كل صبٍّ ظلّ منشغفَ القلب

فمَنْ لعميدٍ بالحمى هامَ كلَّها *** إلى الكرخ أصباه من الشوق ما يُصْبي؟

يبيت على جمر الفراق مسهّدًا *** تقلِّبه أيدي الصبابةِ والحب

فليس له غيرَ التحسرِ مطعمٌ *** وليس له غيرَ المدامعِ من شرب

تذكرهُ شهبُ المباسمِ كلما *** تعنُّ لها من طرْفه كنَّسُ الشهب

ويرتاحُ في ذكراكمُ فتهزّه *** لكم نشواتُ الشوقِ في البعدِ والقرب

ويكتمُ أسرارَ الهوى فتذيعهُ *** عليه من الأجفانِ واكفةُ السُّحْب

من قصيدة: كم أقاسي من هجره

ما على من أعدَّ لقياكَ عيدا *** لو وفَى موعدًا وكفَّ وعيدا

وشفى قرحةً بقلبي وأطفا *** باللّمى قرحةً تشبُّ وَقودا

ورعى بالوفا عهودَ محبٍّ *** لم يزلْ بالجفا يراعي العهودا

كم أقاسي من هجرهِ وهواه *** شجنًا بين أضلعي مكمودا

يتجنّى تيهًا فيُرضي اللواحي *** ويغيضُ المتيَّمَ المعمودا

فهمُ منه في نعيمٍ وأصلَى *** منه نارين: صبوةً وصدودا

ناصبًا للأسود أشراك حسْنٍ *** من مراسيله فصادَ الأسودا

ورمى باللوى عميدًا بحزوَى *** يالَرامٍ أصابَ مرمىً بعيدا

رشأ أخجل الغزالة وجهً *** وسنا والغزال طرفًا وجيدا

كم رشفنا البرود من شفتيه *** وجَنَيْنا من وجنتيه الورودا

لانَ قدّاً فكاد يعْقد لينًا *** وجنانًا قسى فكان حديدا

كلّما مدَّ من مثنّاه ليلاً *** شقَّ من وجهه الصّباح عمودا

المصادر:

1 – جعفر صادق التميمي: معجم الشعراء العراقيين المتوفين في العصر الحديث ولهم ديوان مطبوع – شركة المعرفة – بغداد 1991م.

2 – علي الخاقاني: شعراء الغري (ج 4) المطبعة الحيدرية – النجف 1954م.

3 – مقدمة كتاب: (خمس قصائد من الدرر الغروية) – مطبعة الغري الحديثة – النجف 1974م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.