صادق القاموسي
( 1339 – 1409 هـ)
( 1920 – 1988 م)
سيرة الشاعر:
صادق بن عبدالأمير بن صادق البغدادي، المعروف بالقاموسي.
ولد في مدينة النجف (جنوبي العراق)، وتوفي في بغداد.
عاش في العراق.
تلقى تعليمه في مدارس جمعية منتدى النشر الأهلية في النجف، وتخرج فيها العام 1941.
بدأ حياته العملية مساعدًا لأبيه في بيع القماش بالنجف، ثم – بعد اكتمال ثقافته الدينية – تولى تدريس علم المنطق بكلية الفقه الأهلية، كما أسهم في تحرير مجلة «البذرة»، وهي مجلة الكلية.
انتقل إلى بغداد، وتملك بها «المكتبة العصرية» أواسط الستينيات، ونشر مقالاته بصحف بغداد، كما ألف عدة كتب.
الإنتاج الشعري:
– له عدد غير قليل من القصائد في كتاب: «شعراء الغري»، وأخرى – أقل عددًا – ضمن كتاب: «حسين الشعريان»، وله ديوان شعر أعده وحققه محمد رضا القاموسي – لم يطبع.
الأعمال الأخرى:
– له ثلاثة كتب مخطوطة: مشاكل الشباب – محاضرات إبليس – المقداد الكندي.
يصدر شعره عن مناسبات وقتية، قال في رثاء آل البيت ومديحهم، ورثاء أساتذته، وفي مناسبات عامة، كما عارض بعض القصائد، وله غزل يتردد بين اللمح والاعتراف، قصائده متوسطة الطول، وعبارته مستقيمة واضحة المعاني، تتخللها ألفاظ التراث وصوره المأثورة.
نموذج من شعره:
من قصيدة: يا حلوة الثمرات
سِيري وإن طـال الـمســـــــــــير وأجهدا
فَلَرُبَّ سـارٍ يحـمَدُ الـمســــــــــــرى غدا
مـا ضرَّ بـالغابـات أنَّ طريـقَهـــــــــــا
وعْرٌ إذا شَرُفت وطـــــــــــــــابت مقصدا
ولربَّ شـاخـصةٍ تُنـال ودونَهــــــــــــــا
حُجـبٌ مـن الـتقـوى تُبَعِّدُهـــــــــــا مدى
هل غـير أن تتحـمـلـي وعثـاءهــــــــــا
جهدًا وتـنـتهجـي الطريـق الأبعـــــــدا؟
أو غـير أن تَهَبِي الـحــــــــــوادثَ عزمةً
شمّاءَ لـم تَفْتُرْ ولن تتــــــــــــــردَّدا؟
وتجـابـه الغمـراتُ أبرقَ لـيلهــــــــــا
بـالثـائرات عـواصــــــــــفًا أو أرعُدا؟
فلسـوف يُسفر عـنك فجـرٌ هـاديـــــــــــا
ولسـوف يبـزغ مـنك نجــــــــــــمٌ مُرشدا
ولسـوف يصدر عـنك جـيلٌ نـــــــــــــاهضٌ
ورد الثقـافةَ فـاستُسـيغت مــــــــــوردا
ولسـوف تفتـرعـيـن أعـظـم هــــــــــامةٍ
مـجـدًا وتحتجزيـن أسمـى مقعـــــــــــدا
ولسـوف يعـلـم خـابطـون بأنهـــــــــــم
كـانـوا عـلى عَمَهٍ وكـنـتِ عــــــــلى هدى
بـاركتُ يـومَك وهــــــــــــــو أول عهده
بـالسـير سمحًا والطريــــــــــــق معبَّدا
ورثـيـتُ أمسك وهـو أجـدر بـالثنــــــــا
وأحق لـــــــــــــــولا أن أغورَ فأُنْجِدا
مشـتِ السنـونَ ثقـيلةً خطـواتُهـــــــــــا
مَشْيَ الـمكَبَّل جهده أن يــــــــــــــقعُدا
وأنـاخ لــــــــــــــــــيلٌ يشمخرّ بأنه
ـــــــــــــــأرضى نؤومًا أن أغاض مُسه
وأطل فجـرٌ كـاد – لـو لـــــــــــم تَزْدَهِ
تلك النجـومُ الـبـيضُ – يـــــــطلعُ أسْوَدا
آمـنـتُ بـالإشـراق أولُ نـــــــــــــورهِ
خـيـطٌ ويـنسجه الصـبـاح إذا بـــــــــدا
يـا حـلـوةَ الثـمـرات أخَرَجَ زَرْعُهــــــــا
ــــــــــــــــــــشطأً فآزره فشبَّ وو
يـهـنـيك – والإسلامُ أجـدر بـالهـنـــا –
إن الجهـودَ الكُثْرَ لـم تذهــــــــــبْ سُدَى
إن أثـمـرت فـي مـنـتجـيـن تصــــــاغروا
عَدَدًا فقـــــــــــــــد كثروا بذلك حُسَّدا
ومحصّلـيـن زهت بـهـم شُرُفـاتهـــــــــــا
زمـنًا وراحـوا يعـمـرون الـمسجــــــــدا
ومهـذَّبـيـن كفـاهـمُ أن أحـــــــــــرزوا
مـنهـا الطريـقَ ثقـافًة والـمتلــــــــدا
فلأنَّ أمَّ الـواقعـــــــــــــــــية نَزْرَةٌ
وأبـا الـحقـيـقةِ نـادرًا أنْ يـولــــــدا
على الشاطئ
هـو الـحـب يبـلغ مـا لــــــــــــم يُنَلْ
– إذا مـا طَغَى – بسلاح الــــــــــــحِيَلْ
عـلى الشـاطئِ اجتـمع العـاشقــــــــــانِ
هـنـاءً لـمـن مــــــــــــــرَّ أو مَنْ أطلّ
قضى لهـمـا مؤذنًا بـالـوصـــــــــــــالِ
عـلى رغم مــــــــــــــن لام أو مَنْ عذل
فـمَدَّ عـلى الكـون ظلَّ الـحـيـــــــــــاة
ومـاجت بـه ذبذبـاتُ الأمـــــــــــــــل
ومـرَّ عـلى الـمـوج فـاستسلــــــــــــمتْ
أعـالـيـه تـرقص بعـدَ الكـــــــــــــسل
وراح يـنـبّه غافـي الريـــــــــــــــاضِ
فأيـنعَ مـن زهـره مــــــــــــــــا ذَبُل
ومذ ألقت الشّمس مـنديلهــــــــــــــــا
وراحت تجـــــــــــــــــــرُّ رداءَ الطَّفَل
تغشّاهـمـا بظلال العَفـــــــــــــــــاف
وقـد فعـل الشـوقُ مـا قـد فعـــــــــــل
وشقَّ طريـقَ الأمـانــــــــــــــي الْعِذاب
لـتحقـيـقهـا برقـيــــــــــــــق الغزل
ومـا الهـمْسُ إلا رســــــــــــولُ الكلامِ
ومـا اللـمسُ إلا رســـــــــــــولُ القُبَل
عـلى الشـاطئ اجتـمعـا ســـــــــــــاعةً
هـي العـمـر لكــــــــــــــــنه لا يُمَل
فصَفْوٌ كـمـا يـقتضـيـــــــــــــه الغرامُ
وحـبٌّ كـمـا يشـتهـيـه الأمـــــــــــــل
تعـاظـمَ عـن كل أحـبـــــــــــــــــولةٍ
تُدنِّسُ طهـــــــــــــــــــرَ العذارَى وجَل
فلا السـوءُ يلـمسُ قـلـبَيـهْمــــــــــــا
ولا الـذئبُ يلـبس ثـوبَ الــــــــــــحَمَل
ولا الزّهـرُ يُخدم كـي يُجتــــــــــــــنى
ولا الـحسن يُعبَد كـــــــــــــــي يُستغل
ولا الشـوق تُهتَك أستـــــــــــــــــاره
لرفع الـحـيـاء وسلــــــــــــــب الخجل
ولا الـدمعُ يعصره الكـاذبـــــــــــــونَ
لإغراء مـن ضلَّ أو مــــــــــــــــن غفل
ولا الـحسنُ يُعْرَض بـاسمِ الرقــــــــــــيِّ
لكـي يُستبـاحَ وكـــــــــــــــــي يُبتَذل
تَعَالَى الهـوى أنْ تُحَلَّى بــــــــــــــــه
ثـيـابُ الجـريـــــــــــــــمةِ أو تُنْتَحَل
من قصيدة تعالي
تعـالـي – فديـتك مـن آبــــــــــــيَهْ –
أُذقْكِ الْهَوى مـرةً ثـانـــــــــــــــــيَهْ
وأُطْلِعْكِ أنَّ لِلَيْلِ الرَّبــــــــــــــــــيعِ
هـوًى لـيس للَّيلة ِالشـاتـيــــــــــــــه
وإنّ تَجَمُّعَنـا فـي الشـتــــــــــــــــاءِ
عـلى النـار مـوقَدةً حـامـيـــــــــــــه
وإنْ لـذَّ لـيس كـمـا نَسْتــــــــــــــريحُ
عـلى ربـوةٍ أو عـلى سـاقـيـــــــــــــه
تعـالَيْ – فديـتك – أنشـرْ عـلــــــــــيكِ
مـن الـحـب ألـوانَه الزاهـيــــــــــــه
وأُرشِفْكِ خمـرًا تُريك الـحـيـــــــــــــاةَ
كـدنـيـايَ عـابثةً لاهـــــــــــــــــيَه
وأُشْهِدْكِ فصلاً مـن الـذكريــــــــــــــاتِ