الأحد , 24 نوفمبر 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » شعراء » صافي بن كاظم بن ضياء الدين الطريحي الأسدي

صافي بن كاظم بن ضياء الدين الطريحي الأسدي

 المعروف بـ(صافي الطريحي)

سيرة الشاعر:

ولد، وعاش، وتوفي في مدينة النجف الأشرف حوالي عام (1250هـ – 1834م).

 أخباره شحيحة، وتاريخ مولده غير موثق، ولكن المجاميع الشعرية حملت قصائده فدلت عليه، تتلمذ في النجف على جمع من الشيوخ منهم السيد مهدي آل صاحب الرياض.

وصفه معاصروه بأنه: قوام أسرته، ورئيسها، وعيلمها، وأنه من الأتقياء الأفاضل، والفقهاء الأماثل.

الإنتاج الشعري:

المأثور الباقي من شعره قطع وأبيات قلائل تضمنتها مصادر الدراسة، شعره شعر مواعظ دينية وتوجيه أخلاقي، تمازجه نزعة إلى صياغة الحِكَم، وليس فيما بين أيدينا قصيدة كاملة.

نموذج من شعره:

جمع المال

عليك بالعلم

لا تصحبنّ بخيلاً

غدر الدنيا

الموت المفاجئ

لا تأْسف على ما فات

جمع المال

بجمْع الفتى للمال كم كان يتعبُ *** وذاك الفتى يفنى وذا المال يذهبُ

وتبقى حقوقُ اللهِ فيه مطالبًا *** بها ليته ما كان يسعى ويتعب

عليك بالعلم

يا من يروم لنفسه أعلى الرُّتبْ *** فعليكَ علماً زانه حسنُ الأدبْ

فدعِ المطامعَ كلَّها فلكم غدتْ *** تُزري بصاحبه وتُدنيه العطب

لا تصحبنّ بخيلاً

لا تصحبنَّ بخيلاً إنَّ صحبتَهُ *** لا خيرَ فيها لمن قد كان قد صحبَهْ

إذ كان عادتُه خذلانَ صاحبهِ *** من بخله حيث أمرٌ منه قد طلبَه

بل لو هُمُ خيّروه صلبَ صاحبهِ *** يوماً وفي بذل أدنى ماله صلبه

فابعدْ عن القرب منه واتّخذْ بدلاً *** ما كان مذهبُه في دينه ذهبه

غدر الدنيا

كم من أناسٍ وافقتْهم رفعةٌ *** وعيونُهم إذ وافقتْهم قرَّتِ!

وكم اغتدتْ دنياهمُ من بعد إذ *** هي أقبلتْ أن أدبرتْ وتوّلت!

فكذلك الدنيا تمرُّ على الفتى *** وتكرُّ راجعةً كما هي مرَّت

الموت المفاجئ

كم من فتًى في الأرض عَمّرَ أو حرَثْ *** ويباشرُ الأعمالَ في حرصٍ وحَثْ؟

ما ساعةٌ أبداً تمرُّ بلا حدثْ *** ما بين ذلك إذ غدا تحت الجدَث

كم من فتًى في الدين ليس بمكترث! *** وتراه في مسعاه للدنيا يحث

وإذا استغثتَ به لهولٍ لم يُغِث *** فكأنما هو لا يموتُ وينبعث

لا تأْسف على ما فات

لا تأْسفنَّ على ما فات في الزمنِ *** فإن ذلك من تقديرِ ذي المننِ

لو كان حظَّكَ فيه الرزقُ قدّرهُ *** لكَ الإلهُ ولكنْ ذاك لم يكن

وهكذا كلُّ أمرٍ قبل موعدهِ *** لا تشغلِ الفكرَ فيه هاجرَ الوسن

ففوّضِ الحالَ لله الجليل وكنْ *** مُسلِّماً أمرَه في السرِّ والعلن

وأَشغلِ النَّفسَ ما عمّرتَ في عملٍ *** للّه مجتهداً فيه بلا وهن

المصادر:

1 – جعفر آل محبوبة: ماضي النجف وحاضرها (جـ2) – المطبعة العلمية – النجف 1955م.

2 – جواد شبر: أدب الطف – مؤسسة الأعلمي – بيروت 1980م.

3 – كاظم عبود الفتلاوي: مستدرك شعراء الغري (جـ1) – دار الأضواء – بيروت 1423هـ/ 2002م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.