الخميس , 18 أبريل 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » شعراء » صالح بن محمد بن حسين الحسني الحسيني الحلي

صالح بن محمد بن حسين الحسني الحسيني الحلي

المعروف بـ(صالح الحلي)

سيرة الشاعر:

ولد في مدينة الحلة (جنوبي بغداد) سنة (1289 هـ – 1872 م)، وتوفي في مدينة الكوفة المقدسة عام (1359هـ – 1940م)، ودفن في مدينة النجف الأشرف.

رجل دين وسياسة وشاعر.

هاجر إلى النجف عام 1890م،  وأكمل دروسه في العربية عند الشيخ سعيد الحلي، والشيخ عبد الحسين الجواهري، وقرأ على كبار علماء النجف، وحضر الدروس الفقهية في حوزة الشيخ محمد طه نجف وغيره.

بدأ يمارس فن الخطابة، ويطوف أيام المحرم بالمدن، حتى تحسنت حالته الاقتصادية وأدى فريضة الحج، وتألق نجمه خطيباً، ثم غادر النجف إلى بغداد بعد أن وقع خلاف (سياسي) خاف مغبته.

إنضم إلى جبهة تأييد العثمانيين حين دخل الإنجليز العراق، وانتصر للرابطة الإسلامية، وحين هب العراقيون بالثورة (1920م) اتجه المترجم إلى الجنوب وأثار قبائله، فقبض عليه الإنجليز وأبعدوه إلى المحمرة، فعاش في رعاية الشيخ خزعل حتى انتهت الثورة.

استقر بالكوفة، وعارض المدارس الحديثة (وخاصة مدرسة الغري الأهلية) بزعم بعدها عن الدين، فأثار الناس، فقبضت الحكومة عليه وأبعدته إلى الفاو، ثم سمح له بالعودة إلى الكوفة.

عارض زعماء الشيعة حتى أفتى بعضهم بتحريم استماع قراءته وصعوده المنبر. فعاش معزولاً. ونزح إلى الحلة، فسادها الهرج، ولم ترض عنه زعامة المذهب إلا قبيل وفاته.

الإنتاج الشعري:

له قصائد غير قليلة في كتاب (شعراء الحلة)، وله أشعار منتشرة في المجاميع مطبوعة ومخطوطة، يدور شعره في محور واحد، هو رثاء آل البيت، بوصف وقائعهم ومصارعهم وبطولاتهم وكراماتهم، وهو يفصل في هذا تفصيلاً يدل على وعيه بالتاريخ ودراسته للسيرة، وتفطنه إلى المعاني المثيرة المحركة للنفوس، لغته تنبض بالعاطفة، وصوره مؤثرة باكية، ولكن شاعريته لم توضع على المحك في معالجة موضوع آخر، يختاره بنفسه، ولنفسه!

نموذج من شعره:

مصاب جلل

قصيدة: مصاب جلل

(في رثاء مسلم بن عقيل)

لو كان ينقع للعليل غليلُ *** فاض الفرات بمدمعي والنيلُ

ولعذت بالصبر الجميل لوَ انه *** يجدي اصطبارًا يا هذيمُ جميل

ولقلت لو ذهب المقال بعلّتي *** أو أنني أسلو به فأقول

كيف السلوُّ وليس بعدَ مصيبة ابْ *** نِ عقيلَ لا جَلَدٌ ولا معقول

خطبٌ له كل الخطوب تقاعست *** وبكى لمعظم وقعه جبريل

أفديه من فادٍ شريعةَ أحمدٍ *** بالنفس حيث الناصرون قليل

تبكي الفروع على الأصول وتنثني *** تبكي على تلك الفروع أصول

أفدي رسولاً عن رسالة أحمدٍ *** يحكي وعن أحكامها مسؤول

ذاق الردى شوقًا إلى نصر الهدى *** فكأنه في نصره مجبول

أفدي تقيّاً واصلاً رحمًا به *** نورُ النبي بنوره موصول

أفدي فتًى من هاشم العليا رسا *** مجدًا له فوق السماء أثيل

لم تدرِ تلك المسلمون بمسلمٍ *** لهمُ من ابن رسولها مرسول

حكم الإله بما جرى في «مسلمٍ» *** والله ليس لحكمه تبديل

آوته «طوعةُ» منذ أتاها والعدى *** من خلفه عَدْوًا عليه تجول

فأحسّ منها إبنها بدخولها *** في البيت أن البيت فيه دخيل

فمضى إلى «ابن زيادَ» يسرع قائلاً *** بشرى الأمير فتًى نماه عقيل

فدعا الدعيّ جيوشه فتحزَّبت *** تقفو على إثر القبيل قبيل

فأتوا إليه فغاص في أوساطهم *** حتى تفلّتَ عرضها والطول

فكأنه أسدٌ لجوع شُبوله *** في الغيل أفلته عليها الغيل

وإذا الجموع تكاثرت من حوله *** يهتزّ من طربٍ لها ويميل

ما صال إلا والأعادي عنده *** حُمرٌ وليثٌ خلفهنَّ يصول

فمن المواضي والخيول يهزّه *** طربًا صليلٌ في الوغى وصهيل

يسطو بصارمه الصقيل كأنه *** بطلى الأعادي حدُّه مصقول

سل ما جرى جُمَلاً ودع تفصيله *** فقليله لم يُحصه التفصيل

لولا القضا لم يبقَ نافخ ضرمةٍ *** منهم ولا ربعٌ لهم مأهول

لو أنه يُفدى فدته عصابةٌ *** من هاشمٍ لو رام عزرائيل

أو يُدفَع القدر المتاح لحاربت *** من دونه شُبّانها وكهول

فاستخرجوه مثخنًا بجراحه *** والجسمُ من نزف الدماء نحيل

فهوى جديلاً في التراب فديته *** من ناصرٍ للدين وهو جديل

مذ فاجأ الناعي الحسين علت على *** فقدان مسلمَ رنّةٌ وعويل

وله ابنةٌ مسح الحسين برأسها *** واليتمُ مسح الرأس فيه دليل

لما أحسّت يتمَها صرخت ألا *** يا والدي حزني عليك طويل

قال الحسين أنا زعيمٌ بعده *** لا تحزني وأبٌ لك وكفيل

قد مات والدها فأمّلتِ البقا *** في العمّ لكن فاتها المأمول

المصادر:

1 – علي الخاقاني: شعراء الحلة (ج3) المطبعة الحيدرية – النجف 1954م.

2 – محمد علي اليعقوبي: البابليات (ج3) – دار البيان – ط 2 – بغداد 1975م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.