الخميس , 21 نوفمبر 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » شعراء » طاهر بن أحمد شهاب الدين الدجيلي

طاهر بن أحمد شهاب الدين الدجيلي

المعروف بـ(طاهر الدجيلي)

سيرة الشاعر:

ولد في مدينة النجف الأشرف سنة (1260هـ – 1844م)، وفيها توفي عام (1313هـ – 1895م).

نشأ على أبيه في بيت قدم للحياة العلمية والأدبية غير واحد من العلماء والأدباء، وكان لإخوته الذين ذاع صيتهم في الوسطين: الأدبي والعلمي – أثر في توجيهه.

مال إلى أدب المسامرة والقصص ونظم الشعر، كما كان مشهورًا بحضور البديهة وسرعة الخاطر، وكانت مجالسهُ معروفة في الحلة والهندية وبغداد.

الإنتاج الشعري:

له عدة قصائد في كتاب: «شعراء الغري»، القليل الذي وصل إلينا من شعره في المدح والرثاء ومراسلة الإخوان، كما تميل قصائده إلى الإطالة، وتقودها المعاني التقليدية، والعبارات التقريرية.

نموذج من شعره:

نسمات الصبا

رزءٌ أطل

ألق العصا

قصيدة: نسمات الصبا

نَسَماتُ الصَّبَا أهاجت غراما *** فأعادتْ من الصِّبَا أَيّاما

ذكَّرتْني. ولستُ أنْسَى. ليالٍ *** في رُبا عالجٍ سُقينَ الغَمَاما

بتُّ فيه والحبُّ كانَ سميري *** لستُ أخشَى العذولَ والنَّمَّاما

والحُمَيّا شَعَّتْ كمِقْباس نارٍ *** أو كشمسٍ يجلو سناها الظلاما

في يدَيْ ناعسِ اللواحظِ أحْوَى *** لاح بين الجُلاّسِ بدرًا تماما

قصيدة: رزءٌ أطل

(في رثاء كريمة السلطان فتح علي شاه)

رُزْءٌ أطلَّ فطبَّقَ الأكْوانا *** حُزنًا وأجَرى مدمعي عِقْيانا

ألقَى بأكنافِ الغَريِّ جِرانَهُ *** يومًا فَضَعْضَعَ خطبُه «إيرانا»

رزءٌ به شمسُ المعالي كُوِّرتْ *** فتخالُ كُلاً حَيْنُه قد حانا

أجرَى المدامعَ من مُذابِ حُشَاشتي *** وجْدًا وأَضْرَمَ في الحشا نيرانا

عَجَبًا لصرْفِ الدهرِ كيفَ اغْتالَهَا *** من خِدْرها وهوَ المنيعُ مكانا

لكنَّها شوقًا إلى ما قدّمتْ *** قدمتْ فباهت حُورُها الوِلْدانا

ورأت عِيانًا في الجنانِ منازلاً *** يا مَنْ رأى قبلَ المماتِ جِنانا

لبست من الفردوس أبهى حلّةٍ *** من بعدما عقدوا لها الأكفانا

لله من خَطْبٍ جليلٍ فادحٍ *** لم نستطع عن مثله سُلْوانا

فَمَنِ المعزِّي ناصرَ الدينِ الذي *** عقدتْ له أيدي العُلا تيجانا؟

واخْتاره ربُّ البريةِ ناصرًا *** للدين من دونِ الأنامِ فكانا

حامي شريعة أحمدٍ في سيفه *** وله الملائكُ أصبحت أعوانا

مُلْكُ الأكاسرِ شاده في عزمهِ *** وبنَى على إيوانِهِمْ إيوانا

خضعتْ له صِيدُ الملوكِ فلم تكن *** تدري سواه في الورى سلطانا

لولاكَ يا مُحْيِي الشريعةِ ما رَقَا *** دمعٌ لأبناءِ المليكةِ آنا

وتفاقمَ الخطبُ الجليلُ عليهِمُ *** لكنَّه بدوامِ عزّكَ هانا

سَفَهًا أقولُ لمن تلفَّعَ بالتقَى *** صبرًا وكان لأهله عنوانا

ذاك الأغا الحاج الذي في فضله *** حتى عِداهُ تحدّثتْ إعلانا

إنْ تلقَهُ في الحِلْمِ تُبصرْ أحنفًا *** وتراه ما بين الورى سلمانا

ورقى مراتبَ ليس ترقاها الورى *** هيهاتَ أن ترقَى الورَى كِيْوانا

أسَدُ الكريهةِ إن سطا لكنه *** يهتَزُّ يومَ عَطائه نَشْوانا

وكذا عليُّ القدر من لم يستطعْ *** أحدٌ يحرِّكُ في عُلاه لسانا

ماذا يقولُ بمن تجلبَبَ بالعلا *** فغدا لعينِ زمانه إنسانا

قد فاق مَعْنًى في سماحةِ كفِّهِ *** وتراه عند حديثه «سَحْبانا»

أحيا مآثرَ من أبيهِ جَمَّةً *** أضحت تراها العالمون عِيانا

أقسمْتُ باسْمِكَ وهْوَ خيرُ أليَّةٍ *** لا زالَ رِفْدُك يُنْعش الأبدانا

كالغيثِ يُحيي الأرضَ بعد بوارها *** اللهُ يشهدُ لم أقلْ بُهْتانا

وبجِيدها طوقٌ لفضلِكَ ناصِعٌ *** وبنحْرِها دُرَرُ المقالِ جُمَانا

وسقَى الإلهُ ضريحَها من عفوه *** صوبَ السحائِبِ هاطلاً هَتَّانا

قصيدة: ألق العصا

(في مدح محمد عارف الألوسي)

ألقِ العصا وأرِحْ يا راكبَ السفرِ *** لقد ظفرت بأقصى غاية الظفرِ

بمربعٍ فيه تلقى الوفدَ عاكفةً *** كأنه كعبةٌ أضحى إلى البشر

فيه حليف الندى والمجد «عارفُ» من *** بفضله غنّتِ الركبانُ في السَّحر

فما رأينا له نِدّاً ولا مَثَلاً *** بفخره لم يدع فخرًا لمفتخر

فكم له من يدٍ بيضاءَ ناصعةٍ *** فيها استرقَّ رقابَ البدو والحضر

يا عادلاً لم يجرْ يومًا على أحدٍ *** قد فاق كسرى بحكمٍ فيه لم يجر

بصادق القول كالأب الشفيق يُرى *** ونقمةٍ مُرّةٍ للكاذب الأشر

لله من أسدٍ في القلب أجمتُه *** لا تستطيع رُقاها أنجمُ الزُّهُر

يا صاحبَيَّ انظرا الفيحاءَ آمنةً *** فلا يلوح عليها خوفُ ذي حذر

ثم اسألاها فهل لصٌّ يمرّ بها *** تُجبْك لا بل ولا للزور من أثر

يا بنَ الكرام [الألى] سارت مناقبهم *** بين الأنام مسيرَ الشمس والقمر

هم معشرٌ خاطتِ العليا ثيابَهمُ *** بالعلم والحلم والمعروف لا الإبر

أشكو إليك زمانًا كاد يوردني *** لو كان دون البرايا مورد الكدر

فما ليَ اليومَ غوثٌ أستغيث به *** ولا لغير نداكم يرتقي بصري

فجودكم غير مخصوصٍ به أحدٌ *** كالغيث فيه سواءً سائرُ البشر

أبقاك ربك حصنًا نستجير به *** ما رنحَّ الريحُ منها مائسَ الشجر

فاقبلْ مديحي رعاك الله من ملكٍ *** وما ترى من قصورٍ فيه فاغتفر

المصادر:

1 – جعفر باقر آل محبوبة: ماضي النجف وحاضرها (ج 3) – مطبعة النعمان – النجف 1957م.

2 – علي الخاقاني: شعراء الغري (ج 4) – المطبعة الحيدرية – النجف 1954م.

3 – علي كاشف الغطاء: الحصون المنيعة – (مخطوط. بمكتبة كاشف الغطاء).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.