عبد الحسين بن سلمان آل خليفة النجفي
الملقب بـ(عبد الحسين سلمان خليفة)
سيرة الشاعر:
ولد في مدينة النجف الأشرف سنة ( 1322هـ – 1904م)، وتوفي في ناحية أبي صيدا (محافظة ديالى) عام (1388هـ – 1968م)، قضى حياته في العراق.
قرأ السطوح الأدبية والشرعية على يد علماء مدينته، عُيِّن وكيلاً شرعيًا في ناحية أبي صيدا.
الإنتاج الشعري:
له عدد القصائد المنشورة ضمن كتاب «مستدرك شعراء الغري»، وله ديوان مخطوط بخط ولده.
شاعر مقلد نظم على الموزون المقفى، أكثر شعره موزع بين المراثي والمدائح، وله أرجوزة في وصف النجف والتشوق إليها، كما نظم في التاريخ، فأرخ لمناسبات مختلفة، مثل الزفاف والوفاة وتأسيس المباني، وشعره حسن السبك متين البناء والتراكيب، أما صوره فقليلة ذات إيحاءات دينية، فيها تأثيرات طفيفة من شعر النسيب.
نموذج من شعره:
خريدة الشعور
الروضة الغروية
(تاريخ زفاف)
من قصيدة: خريدة الشعور
زُفَّتْ إليك خريدةُ الأبكارِ *** بنتُ الشعور ربيبةُ الأفكارِ
برزت مشعشعةً فمزّق نورُها *** بُردَ الدجى ومحاسن الأقمار
وزهت قوافيها تميسُ معارفًا *** لذوي البصائر لا ذوي الإبصار
شمس الضحى استترتْ حياءً حينما *** نظرتْ شموسًا قد بدت بالغار
والبدرُ عبدٌ خاضع لجلالها *** ولها النجوم الجاريات جواري
بجمال طلعتها وحُسْنِ بهائها *** فضحتْ جمال عرائس الأشعار
هَبَّت عليها نفحةٌ قُدْسِيَّةٌ *** من روض خلْد الحمد والأذكار
تزهو بِبُرْد ولاء آل محمَّدٍ *** سبل الهدى والقادة الأطهار
قصيدة: الروضة الغروية
أُقْسِمُ بالكَوْثرِ والتَّسْنيمِ *** وجَنَّةِ الفِرْدَوسِ والنَّعيمِ
أن الغريَّ روضة الآد *** بل هو جنات أُولي الألبابِ
حدائقُ العلوم فيه مزهرهْ *** ما تشتهي النفس بها من ثمرهْ
وتزدهي فيه بساتينُ الأدبْ *** زهو اللآلي في سبائك الذهبْ
تعطيك من ثمارها الجنيَّهْ *** أفنانها فواكهًا روحيَّه
تسقيك ولدان العلوم والأدبْ *** بأكؤسِ الأفواه نشوة الخطبْ
هذي هي الصهبا لأهل الأدبِ *** لا خمرة الكأس وبنت العنبِ
حُور القوافي من بنات الفكرِ *** ترفل زهوًا في رياض الشعرِ
يُحلَّل التجنيس والترجيعُ *** وسندس الإرصاد والتوشيعُ
بلابل النسيب والعرفانِ *** تصدح في مختلف الألحانِ
بنغمة الإنشاء والإنشادِ *** فويق أغصانٍ من الأعوادِ
فيه شموس الفضل والكمالِ *** تشرق في أفق سما المعالي
على ربوع العلم والإصلاحِ *** لا الشيحِ والآسِ ولا الأقاحي
تهبُّ فيه نفحة القدسيهْ *** من زهر هاتيك الرُّبا العلميّهْ
فتنعش القلوب والأرْواحا *** وتكشف الكُروبَ والأتْراحا
هذي رياض الخلد والجنانُ *** هذا هو الروح وذا الريحانُ
كم فيه من نوابغ الرجالِ *** مَنْ شاد صرحَ الفضل والمعالي!
ينظم من لآلئ المعاني *** نظمًا بِسلك عسْجَدِ البيانِ
(تاريخ زفاف)
هبّ النسيم عليك من روض الهنا *** متعطرًا بالخير والنعماء
وبليلةٍ سعديةٍ أرّخْ: وقل *** زُفّت إليك ربيبة النجباء
المصادر:
1- كاظم عبود الفتلاوي: مستدرك شعراء الغري (ج2) – المطبعة الحيدرية – بيروت 1954م.
2015-03-31