السبت , 20 أبريل 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » شعراء » عباس بن محمد بن جواد العاملي

عباس بن محمد بن جواد العاملي

المعروف بـ(عباس العاملي)

سيرة الشاعر:

كان حيّاً عام (1294هـ – 1877م)، ولد في مدينة النجف الأشرف، ولم تحفظ المصادر سنة ميلاده، ولا سنة وفاته، ولا مكانها.

عاش في النجف وبغداد، وإيران وبخارى.

درس مقدمات علوم العربية واختلف على شعراء عصره، وكان محبًا للشعر والأدب فاستجابت مواهبه.

ارتحل إلى بغداد فاتصلت مودته بشعرائها: حيدر الحلي، ومحمد سعيد الحبوبي، ومحمد حسن كبة، وخاضوا في فنون من الأدب والشعر وجرت بينهم مراسلات نثرًا وشعرًا، وتدل مراسلاتهم إلى المترجم له على ما كان له في نفوسهم من إجلال وتقدير.

تذكر بعض ترجماته أنه نزح عن النجف مدة لخلاف بينه وبين أخويه، ثم عاد، وتذكر ترجمات أخرى أنه كان يتردد على أمراء جبل حلوان، وأنه توجه إلى بلاد إيران وأمضى فيها عدة سنوات، ثم ارتحل عنها إلى أطراف بخارى، وهناك انقطعت أخباره.

الإنتاج الشعري:

له قصائد قليلة في كتاب «شعراء الغري».

أكثر القليل الباقي من شعره في مراسلة إخوانه، وله في المدح أيضًا، عبارته قوية وله جرأة على القوافي الصعبة، مثل الضاد والفاء.

نموذج من شعره:

معربد اللحظ

فتى زمانه

صفوة الأصدقاء

قصيدة: معربد اللحظ

أنهى إلى القلب خِمَارُ الشغفِ *** فيا خِمَارَ الصرف منه انتصفِ

وخذْ بما أسرف ويكَ من دمي *** فأنت ما بيني وبين مُسرف

معربد اللحظ بأيٍّ عَلِقتْ *** ألحاظُه غُودر أيّ متلف

وأغيدٍ يخطر في دور الطلا *** هزّ الردينيَّ بأسنى مطْرف

مغنَّجًا ما ارفضَّ إلا بثَّ لي *** من جفنه النشوةَ قبل القرقف

وهْو إذا ما ثُقِّلت أردافُه *** رجرجها السُّكْر وسَوْق المِعزف

لولا انكسارٌ منكِ يا أجفانَه ال *** وسنى لما جرَّدتِ غيرَ مرهف

وأنت يا قامتَه قد غمزتْ *** مرهفَ جفنيه الطلا فانقصفي

قُمْ واسقنيها امتزجتْ أكوابها *** من لثَّتيك فهْو أحلى مِرشف

واشببْ لظاها فهْي مهما استعرتْ *** لو رسبتْ في البحر ما أن تنطفي

وإن سعت للمزج منك قدمٌ *** فلا أقيلت عثراتُ الرفرف

لا دعدعًا أو أنا من أرواحها *** أُدركهَا صِرفًا برشْح

بكُسروياتٍ إذا ما أشرقتْ *** فهْي شموسٌ أشرقت في كنف

نسيتُ ما لي فالشموسُ دونها *** إذ هي عمْرَ الدهر لما تُكسَف

قُرْطها الساقي غداةَ ارتعشت *** كفّاه من أبهى لآلي الصَّدف

فهْي بنادي اللهو مهما بزغتْ *** إِخالها الشمسَ بدت في شنف

فيا عيون اللهو بالراح انطفي *** ويا خياشيمَ الأباريق ارعفي

وأنتِ يا زوراءُ قد راق الهنا *** في ضفّتيك بهجةً تزخرفي

قد أذَّن المجد إلى شمس الضحى *** أنْ تلك أبراج العلا فازدحفي

فقد رأيت للشريف أن يرى *** أخا الشريف وأبًا للشرف

مَنْ عقَّد الله له مآزرَ ال *** فَخَار من قبل انعقاد النُّطَف

خلفك يا أحسابُ من فاضلَه *** قد قَعَدتْ بك الجدودُ فَقِف

فوقها شهبًا وقد تفلَّتتْ *** به إلى المجد التماسَ الهدف

هم شرَّعوا المجد زمانَ لم تكن *** أكرومةً بين الورى أو تُعرَف

فأوضحوا النهجَ إلى أبنائهم *** فهْي لهم بالمكْرُمات تقتفي

فأتبعوا التالد في طريفه *** فهمْ كرامٌ خَلَفًا عن سلف

وأرخصوا ما هو غالٍ فيهمُ *** لديهم العسجدُ مثل الخزف

إي ويمينِ الخير كفُّ المصطفى *** فهي بغير الخير لمّا تكف

لو شحَّ نَوْء القَطْر في روائه *** لأخلفته بالقطار الموطف

لا أحسب الصحفَ التي تسوَّدتْ *** بمدحه إلا وِضاء الصحف

جمُّ المزايا لا تطيق رقمَها *** وإن تحرَّينا اتِّساقَ الأحرف

قصيدة: فتى زمانه

فتًى كان ربّاً في أُهيل زمانهِ *** وركنًا لهم في الحادثات ركينَها

ولله كم في هاشمٍ سبقتْ له *** يدٌ شكروا معروفَها ومعونها

وكم فئةٍ فاءت إليه فَراشَها *** على الدين أن الله أكرَمَ دينَها

وسيَّارةٍ من رادة العلم جودُه *** سرى لمغانيها وأغنى مَدينها

تجافى عن الدنيا وصدَّ زهادةً *** بها وبعين الحق أبصرَ هونها

رأى النفسَ أيامَ الحياة رهينةً *** بأعمالها الحسنى ففكَّ رهينها

تجنَّبها في السرِّ والجهر إنه *** رآها ضلالاً غثّها وسمينها

وأبصر منها حيّةً لانَ مسُّها *** وفي نابها سمٌّ يُساور لينها

وأصغى إلى الأخرى بقلبٍ كأنه *** عيانًا يرى سُكَّانها وقَطينها

قصيدة: صفوة الأصدقاء

يا صفوةَ الأصدقاء المرتقين إلى *** أوج العلا وبأعباء العلا نهضوا

وجيرة بفؤادي شفني شجني *** من بعدهم وشجًا في الحلق معترض

ومالكين لقلبي ظاعنين به *** حيث التطير مني نازعٌ دَحِض

لئن نأيتم وقلبي كله لكم *** فللحوادث جسمي كله عرض

أشتاقكم ولودّي لو يواصلني *** منكم خيالٌ ولكن لست أغتمض

أُمسي وأصبح والأشواق تصهرني *** كأنني طالب للورد مرتمض

هو الفراق وأدنى خَطْبه حلكٌ *** وصحة المرء في ساعاته مرض

وحرمة الوّد ما لي عنكم عوضٌ *** إذ ليس لي في سوى أهل الصفا غرض

وقد شرطتُ على قومٍ صحبتهمُ *** بأن قلبي لكم من دونهم فرضوا

أحبتي أنتم حِلاً ومرتَحلاً *** وسلوتي ذكْركم إن مسّني مضض

المصادر :

1 – حيدر الحلي: العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل (ج2) – مطبعة الشابندر – بغداد 1331ه/ 1912م.

2 – علي الخاقاني: شعراء الغري (ج4) – المطبعة الحيدرية – النجف 1954.

3 – محمد هادي الأميني: معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام – مطبعة الآداب – النجف 1946.

4 – الدوريات: محمد علي اليعقوبي – مجلة الاعتدال – النجف – السنة السادسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.