كاظم بن محمد بن محمود خضر الجناجي
المعروف بـ(كاظم الخِضْري)
سيرة الشاعر:
ولد في مدينة النجف الأِشرف سنة (1268 هـ – 1851 م)، وتوفي فيها عام (1333 هـ – 1914 م)
شاعر أديب، كان يرتجل الشعر، أصابه في ريعان شبابه اختلال في عقله، واعتراه وسواس شديد ألجأه إلى ملازمة داره وعدم الخروج منها.
الإنتاج الشعري:
له قصائد في كتاب «شعراء الغري».
شعره قليل يتجاوز الستين بيتًا بقليل، بين مراسلات، ووصف، وغزل، له معارضة لابن هانئ الأندلسي في قصيدته التي مطلعها (أليلتنا إذا أرسلت واردنا وحفا).
يميل في شعره إلى استخدام الأبحر أحادية التفعيلة، والبحور المجزوءة، ويكثر من حسن التقسيم والجمل المتساوية عروضيًا.
عناوين القصائد:
· كفَّ الملام
· ألا ويح هذا الليل
· سبحان من صانها
قصيدة: كفَّ الملام
ما لي فِدًى لك أحمدُ *** عني تصدُّ وتبعُد
أوَ لستَ تنظرُ أضلُعي *** بزفير ناركَ تُوقَد
فامننْ عليّ برشفةٍ *** فعسى بها أتبرَّد
فلقد نحلْتُ من الضَّنَى *** حتى رَثَى لي الحُسَّد
من لي بظبْيٍ إنْ جَفَا *** فجَفاهُ لم يَكُ يُحْمَد
ما ضرَّه لو أنَّني *** مِن ريقه أتزوَّد
لله بدرًا لم تَزلْ *** وجَناته تتوقَّد
ومُهفْهَفٍ من قَدِّهِ *** غُصْنُ النَّقا يتأوَّد
يدنو إليّ بوعْده *** ويشطّ عنه الموعِد
كم قد أقامَ قيامتي *** خدٌّ لديه مُورَّد
ولَواحِظٌ أزْرَى بها *** بالسيف وهْوَ مُجَرَّ
ولكم أهاجَ بمهْجَتي *** نارًا تبوخ وتُوقَد
لم أنسَ إذْ نادمْتُه *** والعندليبُ يغَرِّد
يا عاذلي بهوى رَشًا *** أنا في هواه مُفَنَّد
كُفَّ الملامَ فإنَّ لي *** قلبًا عليه مُبَدَّد
قصيدة: ألا ويح هذا الليل
معارضة لقصيدة ابن هانئ الأندلسي (أليلتنا)…
ألا ويحَ هذا الليلِ في كلِّ ساعةٍ *** حَكَى منه يوم البعث بل مثله ألفَى
كأنَّ دَراريهِ مَساميرُ فِضَّةٍ *** بقبَّة فَيْروزٍ لقد قَرَّطت لُطْفا
كأن الثريا فيه عنقودُ كَرْمةٍ *** بأمراسِ كَتَّان لقد كُتِّفت كَتْفا
كأن به المرّيخَ نارٌ تأجَّجَتْ *** بمهجة مشتاقٍ مدى الدهر لا تُطْفا
كأن سُهيلاً فيه صبٌّ متيَّمٌ *** يؤمِّل أن يلْقَى بطلعته إلْفا
تُشاطرني فيه ابْنَةُ الدَّوحِ عندما *** رأتْ كبدي الحَرَّى لواعجُها وقْفا
فما زلتُ أشكوها الصَّبابة والجَوَى *** وإن الذي يبدو لَدونَ الذي يَخْفَى
لحَى الله يومَ البَيْنِ كم من مَرارةٍ *** فَراها وكم من مُهْجةٍ بادها نَسْفا
فحتى متى أحْيا وكيف تَصبُّري *** وقد غاب من صَفْوِ المودّة ما أصْفى
له اللهُ ظبيًا كلما هبَّتِ الصَّبا *** خشيتُ بأنْ تنقَدَّ قامتُه قَصْفا
حكى الحِقْفَ رِدْفًا والغَزالةَ *** وغصْنَ النقا قَدّاً وريم الفلا طَرْفا
نَشدْتُكُما يا لائمَيَّ بوُدِّهِ *** به بكما عنِّي ملامَكُما كُفَّا
قصيدة: سبحان من صانها
وردةُ خَدَّيْكِ لقد صانَها *** سيفٌ بلحْظيكِ وما خانَها
وعَقْربا صُدْغيك لن يَبْرحا *** ما أن غَفَتْ عيناكِ بستانها
كي يقطفَ المدنَفُ تفاحةً*** مَرْصودةً سبحان من صانَها
وكيف يُجْنَى الوردُ في وجنةٍ*** تحرقُ مَن قاربَ نيرانها
من لي بظَبْيٍ لم تَزَلْ عينُه*** ترى بها الآجالُ عنوانَها
المصادر:
1 – جعفر باقر آل محبوبة: ماضي النجف وحاضرها – مطبعة النعمان – النجف 1957.
2 – علي الخاقاني: شعراء الغري – (ج7) – المطبعة الحيدرية – النجف 1954.
3 – علي كاشف الغطاء: الحصون المنيعة (مخطوط).
4 – محمد هادي الأميني: معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام – مطبعة الآداب – النجف 1964.
2015-04-18