الخميس , 21 نوفمبر 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » شعراء » مهدي بن رضا بن أحمد الطالقاني

مهدي بن رضا بن أحمد الطالقاني

المعروف بـ(مهدي الطالقاني)

سيرة الشاعر:

ولد في مدينة النجف الأشرف سنة (1265 هـ – 1848 م)، وتوفي فيها عام (1343 هـ – 1924 م).

قضى حياته في العراق.

تلقى علومه الأولى عن أخيه خالد الطالقاني، وابن عمه محمود الطالقاني، وخاله جعفر الشرقي، فتعلم القراءة والكتابة ومبادئ العلوم، ثم تعلم الفقه والأصول وعلوم العربية والشريعة على أجلة من شيوخ وعلماء عصره، منهم: (جواد بن علي محيي الدين، ومحمد بحر العلوم، وإبراهيم بن محمد الغراوي، وإبراهيم بن قاسم آل مظفر)، ثم اتجه للدراسات العليا فحضر الفقه على ميرزا الطالقاني، ومحمد طه نجف، وآغا رضا الهمداني، ومحمد كاظم اليزدي، وحسين الخليلي، ثم حضر الأصول على محمد باقر الأصطهباناتي وعلى محمد النجف آبادي، وأخذ الأخلاق الإلهية عن حسين قلي الهمداني.

كان له بساتين وأراض في بلدة بدرة يعيش على ريعها.

نشط في المطارحات والمساجلات مع إخوانه وشعراء عصره.

الإنتاج الشعري:

– له ديوان بعنوان «ديوان السيد مهدي الطالقاني» – جمع وتحقيق الباحث محمد حسن الطالقاني – مؤسسة المواهب – بيروت 1999.

نظم في الأغراض المألوفة، من مديح ورثاء وتهنئة، وحماسة وفخر ووجدانيات وإخوانيات، فمدح النبي وآل بيته صلوات الله عليهم، ورثى سيد الشهداء عليه السلام، وهنأ شيوخه وأصدقاءه، وأفاد من الموروث الشعري القديم في معانيه وأخيلته، كما نظم الموشحات والألغاز والأحاجي، لغته سلسة، ومعانيه تقليدية متكررة، وبلاغته قديمة.

عناوين القصائد:

· تهنئة بعرس

· فخر بالنفس

· ذروة المجد

· نهج الهوى

قصيدة: تهنئة بعرس

ألا مَنْ مُجيري من عيون الكواعبِ *** فقد فعلت في النفس فعل القواضبِ

وقد لسعتْ قلبي عقاربُ صِدغها *** ومن دون لسعِ الصّدغ لسع العقارب

وقد أوجستْ من عقرب الصدغ خِيفةً *** فسابت فُويقَ الأرض رُقشُ الذوائب

وكم ليلةٍ قد بتُّ فيها منعّمًا *** على غير واشٍ بين بيض الترائب!

أُسَقّى كؤوسًا في السّماء عكوسها *** تلقَّبُ بين الناس: شهبَ الكواكب

تحوم الندامى حول أكؤسها كما *** يحوم فراشٌ في الدجى حول لاهب

بدت في يديه فاحتستها نواظري *** فهأنا سكرانٌ ولست بشارب

مذاقتُها في وجنتيه وثغره *** وجمرتها في مُهجتي وجوانبي

يشعشعها ساقٍ من الكاس خَدّه *** أو الكأس منه إذ تجلّى لشارب

كأنّ محيّاه الصباح، وجعده *** إذا لاح في عينيك ليل الغياهب

رمى لحظه سهمًا أُريش بهدبه *** فأصمى فؤادي، آهِ من قوس حاجب

طربتُ ولم أحسُ الكؤوس وإنما *** بعرس «أمين» الخلق نجْلِ الأطايب

فتى أورثوه المجد والعزّ معشرٌ *** عزائمُهم يسبقنَ سيرَ الكواكب

وقد هام في بذل النوال خليلُه *** فطوّق أجيادَ الورى بالمواهب

يصولُ على الأموال حتى يُبيدَها *** ولا زال هذا فعلُه بالكتائب

مزاياه لا أسطيع تعداد بعضها *** كرمل الفلا أو كالنجوم الثواقب

مناقبُهُ فيها مناقبُ غيره *** تُعَدّ لدينا في عِداد المثالب

جوادٌ تمدّ البحر صُغرى بنانه *** فتبعث للنائين غيثَ السحائب

ويزداد من فرط السؤال بشاشةً *** كما زاد طيبَ العود حرقُ اللواهب

وما بين كفّيه وهامِ السّها أرى *** كما بين عيني في التداني وحاجبي

قصيدة: فخر بالنفس

أقول لسعدٍ والرماحُ شوارعُ *** وعزمي كسيفي موصلي وهو قاطعُ

سأجلبها جُردًا أسدّ بها الفضا *** وأركبُ بحر الموت والموتُ ضارع

ومن عادتي خوضُ المنايا وإن أمتْ *** فأيّ كريمٍ لم تصبْه القوارع؟

فثرتُ وفي كفّي قناتي كأنها *** من الرُّقْش في أنيابها السُّمُّ ناقع

فنافسْ ببذل المال في طلب العُلا *** وحدِّث عن العليا فكلّيَ سامع

وإن متّ بين السمهريّة والظُّبا *** فكلُّ امرئٍ يومًا إلى الله راجع

قصيدة : ذروة المجد

سلي يا ميُّ بارقةَ السيوفِ *** فقد رويّتها بدم الصفوفِ

سلي إن تجهلي الأبطال عنّي *** فكم جرّعتُها كأس الحتوف

فلا يُمناي تَقْصُرُ عن قناها *** ولا يُسراي عن بيض السُّيوف

أنا ابن الصِّيد من عُليا نزارٍ *** أباةِ الضيم شامخةِ الأنوف

شأونا هامة العَيُّوق حتّى *** حللنا ذروةَ المجد المنيف

قصيدة: نهج الهوى

لماء الحسن في خَديّه موجُ *** وللعَبَرات في خَدّيَّ لُجُّ

رخيمٌ ما رنا إلا وقلبي *** به من صارم الأجفان شجّ

يهزُّ قوامه تِيهًا ودَلاً *** وشأنُ الرمح في طعنٍ يُرجّ

ومذ علم الظُّبا بالسّقم تُسقى *** تجلّى والجفونُ بهنّ دعج

فإنْ حجّ الورى لله بيتًا *** فلي في بيتِ مَن أهواه حجّ

وإن تَخِذوا لهم في المجد نهجًا *** فلي نهجُ الهوى للمجد نهج

تبدّى وهو بدر التّمّ حسنًا *** فكان له بقلب الصبّ بُرج

مصادر الدراسة:

1 – آغا بزرك الطهراني: الذريعة إلى تصانيف الشيعة – دار الأضواء – بيروت 1983.

: نقباء البشر في القرن الرابع عشر – المطبعة الحيدرية – النجف 1954.

2 – جواد شبّر: أدب الطف – دار المرتضى – بيروت 1969.

3 – علي الخاقاني – شعراء الغري (ج12) – المطبعة الحيدرية – النجف 1954.

4 – كوركيس عواد – معجم المؤلفين العراقيين في القرنين التاسع عشر والعشرين – مطبعة الإرشاد – بغداد 1969.

5 – محسن الأمين: أعيان الشيعة (تحقيق حسن الأمين) – دار التعارف للمطبوعات – بيروت 1998.

6 – محمد السماوي: الطليعة من شعراء الشيعة – (تحقيق كامل سلمان الجبوري) – دار المؤرخ العربي – بيروت 2001.

7 – محمد حرزالدين: معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء – النجف 1964.

8 – محمد هادي الأميني: معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام – مطبعة الآداب – النجف 1964.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.