محاصرة الجيوش العثمانية للنجف
سنة 1034هـ – 1624 م ….
في هذه السنة حاصرت عساكر الدولة العثمانية النجف الأشرف.
قال الشيخ المجلسي عند ذكره بعض الكرامات التي حصلت في المشهد الشريف:
أخبرني جماعة كثيرة من الثقات أن عند محاصرة العثمانيين للمشهد الشريف سنة 1034هـ , وتحصن أهل النجف وإغلاق الأبواب عليهم والتعرض لدفعهم رغم قلة عددهم وعدتهم وكثرة المحاصرين وقوة شوكتهم , فجلسوا زماناً طويلاً ولم يظفروا بهم , وكانوا يرمونهم بالبنادق الصغار والكبار ما يشبه الأمطار ولم يقع على أحد منهم , وكانت الصبيان في السكك ينتظرون وقوعها ليلعبوا بها , ويروى عن بعض الصلحاء الأفاضل من أهل المشهد أنه رأى في تلك الأيام أن أمير المؤمنين عليه السلام في المنام وفي يده سواد , فسأله عن ذلك, فقال أمير المؤمنين عليه السلام : لكثرة دفع الرصاص عنكم .
قال: والغرايب التي ينقلونها في تلك الواقعة كثيرة, فمن تلك الغرايب اشتهرت بين أهل المشهد بحيث لا ينكره أحد منهم :
قصة الدهن : وهو أن خازن الروضة الحيدرية المولى صالح البارع التقي محمود قدس سره, كان هو الموجِّه لإصلاح العسكر الذي كان في البلد , وكانوا محتاجين إلى مشاعل كثيرة , فلما ضاق الأمر ولم يبقى في السوق ولا في البيوت شيء من الدهن أعطاهم من الحياض التي كانوا يصبون فيها الدهن لإسراج الروضة وحواليها , فبعد إتمام جميع ما في الحياض ويأسهم عن حصوله من مكان آخر رجعوا إليها فوجدوها مترعة من الدهن , فأخذوا منها وكفاهم إلى انقضاء وطرهم.
ومنها : أنهم كانوا يرون في الليالي في رؤوس الجدران وأطراف العمارات والمنارات نوراً ساطعاً بينّاً حتى إن الإنسان إذا كان يرفع يده إلى السماء كان يرى أنامله كالشموع المشتعلة.
تاريخ النجف الأشرف- ج 2/محمد حرز الدين
2013-03-05