الخميس , 28 مارس 2024
الرئيسية » معالم نجفية » مراقد » مراقد مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة والمختار الثقفي

مراقد مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة والمختار الثقفي

muslim1

 

مرقد مسلم بن عقيل

ضريح أول الشهداء على مر العصور:

توالت عمارات متعددة على مرقدي مسلم بن عقيل عليه السلام وهانئ بن عروة ولعل هذه العمارات أخذت صورة متوالية باعتبار تلاصق المرقدين لمسجد الكوفة المعظم والذي كان موضع عناية المسلمين حيث يخضع بين آونة وأخرى لتحديثات وإصلاحات الأمر الذي جعل المرقدين يقعان ضمن خطة التطوير والتعمير.

موضع المرقد المطهر

تنقل الرواية (… لما دفن مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة من قبل قبيلة مذحج بأمر ابن زياد بالقرب من دار الإمارة حتى يتسنى استمرار رقابة الشرطة عليهما، وذلك ليمتنع القاصدون والزائرون من زيارتهما، ولا يحضر هناك مؤبن ولا تقام مجالس الندبة والرثاء ولا تقرأ الفاتحة عليهما، ومع ذلك فلم تنقطع زيارة الشيعة وقراءتهم للفاتحة عليهما بالسر والكتمان في الليل، وذلك خوفاً من الحرس والشرطة وكان عدم انقطاع الشيعة من الزيارة وتسلم كل جيل منهم المرقد الشريف للجيل الآخر دليل مهم من الدلائل التي تبرهن على صحة موضع القبرين)(20).muslim1(2)

العمارة الأولى لمرقد مسلم بن عقيل

والظاهر أن أول عمارة أقيمت على مرقدي مسلم وهانئ كانت في عهد المختار بن أبي عبيدة الثقفي 67هـ حيث ينقل المصدر السابق (… وبقى القبران الظاهران على حالة عادية إلى أن جاء دور المختار بن أبي عبيدة الثقفي، وشيد قبر مسلم وهانئ وبنى عليهما قبباً صغيرة، ووضع عليهما صخوراً من المرمر كتب على كل قبر أسم صاحبه، وقد عثر عليها أعوام ـ غير بعيدة ـ وشيد المختار هذين القبرين بعدما شيد قبر الحسين عليه السلام والشهداء).

وصف ابن جبير للمرقد

وقد شيد المختار عمارته على الشكل الذي وصفه ابن جبير سنة 580هـ، حيث قال (وفي الجهة الشرقية من الجامع بيت صغير يصعد إليه فيه قبر مسلم بن عقيل  بن أبي طالب)(21) وهذا ما أكده الأستاذ كامل الجبوري بقوله (وبنى المختار المرقدين (مسلم وهانئ) أعلى من أرض مسجد الكوفة)(22).muslim2

العمارة الثانية

وفي عصر البويهيين (334هـ ـ 448هـ)، (… أضافوا بعض التعميرات بضريح مسلم بن عقيل وحثوا على السكن بجوارها، ولا يزال أكثر المجاورين لمسجد الكوفة وقبري مسلم وهاني يرجع نسبهم إلى آل بويه)(23).

وفي عام 681هـ تبرع الأخوان (الصاحب عطاء الملك بن الجويني وشمس الدين بن الجويني) بضريح لمسلم بن عقيل، حيث وجدت آثارهما مكتوبة على أحد جدرانه الداخلية(24).

أما الرحالة ابن بطوطة

فقد زار الكوفة في رحلته عام 725هـ، إلا أنه لم يشر إلى ضريح الجويني، بل وصف قبر مسلم بنفس الوصف الذي وصفه به أبن جبير، ولكن الرحالة كارستن نيبور الذي زار العراق خلال الفترة (1765م وحتى 3 آذار 1766م) ،ووضع خارطة لعدد من المشاهد والآثار من بينها مشهد مسلم بن عقيل الملاصق للمسجد الجامع، ذكر الضريح الذي صنعه عطاء الملك وأخوه قائلاً (هذه العمارة مشهد  مسلم بن عقيل بن أبي طالب عليه السلام في أيام الصاحبين المخدومين على الحق والدين(علاء الدين) وشمس الدين ولدي محمود بن محمد الجويني اعز الله أنصار دولتهما بتولي أرقاب عبيدهما محمد بن محمود الرازي وأبي المحاسن بن أحمد التبريزي عفى الله عنهما في شهور إحدى وثمانين وستمائة وصلى الله على سيدنا محمد وآله) وعليه كتابة تقول أن محمد الرازي وأبو المحاسن التبريزي قد شيدا هذا الأثر في عام 681هـ)(25).

العمارة الثالثة

في عام 767هـ بنى الملك أوس بن الشيخ حسن الجلائري (مؤسس الدولة الجلائرية)، بذل جهوداً وأموالاً كثيرة في بناء الحرم الحسيني وبنفس الوقت أجريت تعميرات للمرقدين المطهرين (مرقد مسلم وهانئ)(26).

أما الشيخ محمد حرز الدين(27) فيصف المرقد قائلاً:

(…مرقده الشريف بالكوفة، جنب المسجد الأعظم متصل بركنه الشرقي الجنوبي عامر مشيد له حرم قديم البناء في وسطه شباك فضي صغير ومن قبل كان على قبره شباكاً خشبياً مكسياً ومزداناً بالصفر الأصفر فوق حرمه قبة عالية البناء زرقاء فرشت بالحجر الكاشاني ومرقده عامر بالزوار والوفود من كل قطر إسلامي جاء إلى زيارة المشاهد المشرفة بالعراق).

أما السيد حسين البراقي فيقول (وعليه اليوم شباك فضي أوله رواق مبلط بالقاشاني، وعليه قبة كبيرة من القاشاني أيضاً(28).

وقد اطلع الشيخ محمد حرز الدين على جملة من آثار مرقد مسلم نذكر منها:

1ـ صفحات شباك قديم كان على قبر مسلم بن عقيل كتب عليها أبيات عبد الله بن الزبير الأسدي بحروف عربية بارزة

إذا كنت لا تدرين ما الموت فانظري

إلى هانئ في السوق وأبن عقيل

إلى بطل قد هشّم السوط وجهه

وآخر يهوي من طمار قتيل

2ـ أنقاض شباك آخر لقبره عليه السلام يعود تاريخ صنعه إلى سنة 1055 وكانت المتبرعة به (أم آغا خان).

3ـ صخرة بيضاء من حجر النورة ـ الظاهر أنها كانت مبنية على باب حرم مسلم بن عقيل وقد ذكر فيها أسم مجدد بناء الحرم، إضافة لنص شعري ينتهي بتاريخ (هي باب حطة فادخلوها سجدا) سنة 1232 والمجدد هو نواب حافظ محمد عبد الحسين خان) ثم يضيف (الظاهر من هدف الألقاب أن المجدد كان رجلاً من عظماء الهنود وأمرائهم)(29).

والظاهر أن هناك تجديداً آخراً تلا بناء محمد عبد الحسين خان وهو بناء الشيخ محمد حسن النجفي صاحب (جواهر الكلام) فقد ورد في مقدمة كتاب جواهر الكلام ما نصه (ومن آثار الشيخ بناء مئذنة مسجد الكوفة وروضة مسلم بن عقيل وصحنها وسورها الذي لا يزال ماثلاً وكان ذلك ببذل ملك الهند أمجد علي شاه، وقد أرخ الشيخ إبراهيم آل صادق العاملي ذلك من قصيدة مدح بها الشيخ والملك هذا، فقال مؤرخاً للمئذنة في آخرها:

واستنار الأفق من مئذنة

أذن الله بان ترقى زحلْ

لهج الذاكر في تاريخها

علناً حيّ على خير العملْ

1260هـ(30)

(بعد نهاية الحكم العثماني ومجيء الحكم الوطني، أخذت وزارة الأوقاف العراقية تجري ميزانية للتعمير، وأزالت القاشاني الذي فوق القبة وكان متلفاً واستبدلوه بقاشاني جديد، وكان البناء آنذاك تحت أشراف الأسطة سعيد المعمار فبقيت القبة والضريح القديم إلى أن تبرع في عام 1374هـ جماعة من إيران بمرقد من العاج المزخرف الثمين وقد تحدث عنه المهندس المشرف (الحاج محمد صنيع خاتم) فقال: إن مرقد مسلم بن عقيل يعد فريداً من نوعه، يبلغ طوله (170سم وعرضه 80سم)،… ثم تبرع بعض شيعة الهند بضريح فضي جديد على شكل دائرة طول محيطه (685سم) وطول قطره (200سم) ووضع على المرقد الشريف وحملوا ضريح الصاحب عطاء الملك وأخيه إلى هانئ بن عروة، وحملوا ضريح هاني السابق إلى الهند، ولما وضع ظهر أنه غير لائق وصغير جداً فأعيد الضريح القديم لمرقد مسلم والضريح الهندي الجديد نصب على قبر هانئ)(31).

في عام 1385هـ وبإشراف المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم قدس سره

تبرع المحسن الوجيه الحاج محمد رشاد مرزه النجفي بتوسيع الحرم وتعليه قبة أول الشهداءmuslim5 حيث جعل القبة الخارجية داخلية ثم غلفها بقبة أخرى حيث ستعلو عن الأولى بـ(3 أمتار تقريباً)، أما الحرم فسيكون ذو ساحة مربعة محاطة بأربعة أواوين، طول ضلعها (10 وربع) ومساحتها (106م2) عدا مساحة الأواوين حين كانت المساحة (95 ونصف م2) أي بزيادة قدرها (11 متراً مربعاً تقريباً))، (كما تبرع بتذهيب القبة الخارجية الحاج محمد حسين رفيعي بهبهاني، من أهالي الكويت بعد أن تقدم بطلب إلى السيد الحكيم قدس سره  فأجابه لذلك وكان الشروع بالعمل يوم 28 ربيع الأول سنة 1378هـ/5 تموز سنة 1967م، وقد طلب من المؤرخ الجليل الحجة السيد موسى بحر العلوم نظم قصيدة تكتب بالذهب على الكتيبة التي تطوق القبة المطهرة، وقد ذكر فيها السيد الحكيم والباذل محمد رفيعي وختمها بالتاريخ وهذا مطلعها:

لاحت كعين الشمس قبة مسلم

طوداً أشم من النضار القيم

شمخت بمارنها فلم تكد السما

تسمو لها ألا بنصب السلم

تبدو على قسماتها سمة الهدى

آيا من الرحمن للمتوسم

ثم يقول:

أمر (الحكيم) بها ومحكمة القضا

بخلاف ما يقضي به لم تحكم

فتسابق الفتيان في إخراجها

من مهدها والفضل للمتقدم

وجرى (محمد الرفيع) لغاية

تنحط عنها ساميات الأنجم

وأتى بها للناس قرة أعين

عن نورها بصر العدى عمداً عمي

من شمس أنوار الولاية أرخوا

(كالبدر أشرق نور قبة مسلم)

1391هـ (32)

 وفي نفس العام شيد صحن يحيط بالحرم بمساعي وزارة الأوقاف، ولما كانت فكرة إنشاء ساعة خاصة بمرقد مسلم تراود الأفكار، فقد سعى السيد تقي الموسوي الخلخالي سنة 1388هـ بتنفيذ هذه الفكرة وقد تصدى لها الموفق الحاج توفيق الحاج حسين علاوي فقام بتشييدها إلا أنهالم تصنع من الذهب بل صنع جزؤها الأعلى من الذهب والباقي من القاشاني وقد أرخ عام التشييد السيد موسى بحر العلوم بقصيدة منها:

وتبرع (التوفيق) في تشييدها

فرداً بما لا تستطيع جماعه

وأشدت ذكراها فقلت مؤرخاً:

(يجلو القلوب جميل ذكر السّاعه)(33)

 

مرقد هانئ بن عروة

بما أن مرقد هانئ يقع في الصحن الخاص بمرقد مسلم بن عقيل فقد كان
muslim3 يُعّمر كلما جرت عملية التعمير أو التطوير لمرقد مسلم عليه السلام، رصدنا ونحن نبحث عما يتعلّق بمرقد هانئ ما نصه (وجد أخيراً في مصر جزء من ضريح خشبي، نقل إلى مصر وقد كتب عليه بأنه (صنع خصيصاً لقبر هانئ (الكوفة)، يعود تاريخه إلى الفترة الفاطمية)(34)، وهذا يدل على أن للفاطميين آثاراً في الكوفة ومنها هذا الصندوق، وقد نقل الأستاذ محمد سعيد الطريحي ما نصه: (إن الشاه صفي الأول زار النجف سنة 1042هـ، وأمر بشق نهر عميق عريض من حوالي الحلة إلى مسجد الكوفة وكمنه إلى الخورنق وكان هذا النهر يمر بمرقد هاني كما ظهرت عند عمارة هذا المرقد)(35)، أي أن هناك نهراً كان يمر بمسجد الكوفة، وإن مرقد هاني يطل عليه.

وقد وصف القبر السيد علي الهاشمي بقوله: (ولهانئ بن عروة روضة مشيدة وعليها قبة شاهقة من القاشاني الأخضر، وقبره يقع خلف الجدار الشرقي لمسجد الكوفة، وقبلة قبره روضة مسلم بن عقيل بن أبي طالب رائد الحسين عليه السلام، وعليه قبّة من أجود القاشاني الأخضر ولا تقل حجماً قبة هاني عن قبة مسلم بن عقيل كما أنها لا تختلف عنها باللون ولا بالهندسة، وعلى قبر هانئ ضريح من الفضة، وكان قبلاً ضريحه من البرنج الأصفر)(36).

 

مرقد المختار

الظاهر أن دار المختار كانت ملاصقة لمسجد الكوفة حيث تنقل الرواية (ولما سقط جدار المسجد المتاخم لدار المختار بن أبي عبيد الثقفي على عهد يوسف بن عمر الثقفي بعد سنة 120 أعاد هذا الوالي بناء ذلك الجدار من جديد)(37) بمعنى أن المختار دُفن في داره بعد قتله، وقد قتل لأربع عشرة خلت من رمضان سنة 67هـ، فقد كان قبره معفى، ثم أكتشفه أخيراً آية الله السيد محمد مهدي بحر العلوم وذلك عام 1181هـ فقد وجد صخرة مكتوب عليها بالكتابة الكوفية (هذا قبر المختار بن أبي عبيد الثقفي الآخذ بثارات الحسين)،muslim7  وجرى عليه عدة تعميرات،

(ويروى أن شيخ العراقين الشيخ عبد الحسين الطهراني لما يمم الأعتاب المقدسة في العراق ونهض بعمارتها في حدود 1285هـ فحص عن مرقد المختار في مناحي الكوفة ليجدد عمارته وكانت علامة قبره في صحن مسلم بن عقيل الملاصق بالجامع وفوقه دكه كبيرة فحفروها فظهرت علامات حمّام وبان بأنه ليس بقبره، فمحي الأثر ثم لم يزل الشيخ يفحص عنه فأنهي إليه عن العلامة الكبير السيد رضا بن السيد محمد مهدي بحر العلوم أن أباه كان اذا أجتاز على الزاوية الشرقية بجنب الحائط القبلي من مسجد الكوفة ـ حيث مثواه الآن ـ يقول لنقرأ سورة الفاتحة للمختار فيقرأها، فأمر الشيخ الطهراني بحفر الموضع، فظهرت صخرة منقوش عليها (هذا قبر المختار بن أبي عبيدة الثقفي) فعلم المكان قبراً له)(38)، (وكان مدخل قبره في أوائل عصرنا من حجرة في زاوية المسجد الجنوبية الشرقية ، وفي أواخر عصرنا تصدى لإظهاره وتشييده الحاج محسن بن الحاج عبود شلاش الخفاجي النجفي، بإرشاد ودلالة من بعض المؤرخين والمنقبين من علماء النجف الأشرف، فانشأ له حرماً جديداً وألحقه برواق وحرم مسلم بن عقيل جنوباً، وجعل لقبره شباكاً حديداً، وسد باب الدهليز القديم من حجرة الزاوية في مسجد الكوفة)(39).

 

زيارتنا لمرقد مسلم

في السابع عشر من شهر شوال لعام 1428هـ قمنا بزيارة مرقد مسلم وهانئ، كان العمل لا زال جارياً في تهيئة وصب مساحات خرسانية في الصحن وكانت بوابة مسلم الرئيسية ومدخل مزار هانئ بن عروة مغلقتين بفعل الأعمار، دخلنا إلى مزار مسلم من خلال الباب الذهبية الجديدة التي تم فتحها مؤخراً من جهة مسجد الكوفة، والظاهر أن مرقد مسلم كان يطل ببوابته على المسجد، من خلال ثلاث مراقي يمكن الدّخول للحضرة الشريفة، يطل الصحن بمدخله على شارع متفرع من الشارع الرئيسي نجف ـ كوفة، تبلغ مساحة الصحن (5344م2)، يشكل مرقد مسلم ابن عقيل (620م2) من مساحة الصحن والمرقد عبارة عن باحة داخلية يتوسطها الضريح، وتحيط بجهاتها الثلاث، ثلاث أروقة متصلة، فالرواق الأول يمكن الدخول إليه من البوابة الرئيسية التي تقع في الصحن، يقابلها مدخلين كبيرين خطت عليهما كتيبة من الكاشي الكربلائي الأزرق عليه أذن الدخول وزيارة مسلم. أما الضريح فهو صندوق خشبي يعلوه صندوق فضي تبلغ مساحته (19،6م2) وقد زينت جوانبه بباقات من الورود إضافة للثرية الجميلة التي تتدلى على الضريح، تعلو الضريح قبة مكسوة بالذهب يبلغ ارتفاعها (28م) فيما يقدر قطرها بـ(25م)، يبلغ عدد الطابوق المذهب (10415 طابوقة) طليت كل طابوقة منها بمقدار (2،5) مثقال من الذهب الخالص، تزدان الجدران الداخلية للمرقد بالمرايا المزججة المنقوشة بأجمل الزخارف العربية الإسلامية وقد عملت بأيدي السيد هاشم السيد جواد سنة 1390هـ، إضافة للمرايا فقد وضعت كتيبة تحيط بالمرقد خطت بالخط الكوفي بالآيات القرآنية كما غلفت الجدران بالمرمر، يبلغ عدد الأبواب التي يمكن الدخول من خلالها إلى المرقد أربعة أبواب كما نلاحظ ضمن الزخرفة أبيات شعرية موزعة بصورة هندسية جميلة تتغنى بمجد مسلم بن عقيل وشجاعته وبسالة المختار بن أبي عبيدة وقد أشترك ثلاث شعراء فيها هم (الشيخ أحمد الدجيلي والأستاذ عبد الغني الجابري والأستاذ حمودي الجابري)، كما كتب على لوحة من الجدار (جدد بناء حرم مسلم بن عقيل بن أبي طالب بتاريخ 1379هـ الموافق 1968م وتم تزيين الحرم بالمرايا والآيات القرآنية سنة 1390هـ الموافق لسنة 1970م، تقرب إلى الله ومرضاة لرسوله الحاج رشاد ناصر آل مرزة من أهالي النجف الأشرف في عهد سادن الروضة الحاج طعمة آل يس الكليدار)، أما مرقد المختار فيقع في الزاوية الشرقية من المرقد وهو عبارة عن مساحة مستطيلة (14م2) تقريباً تطل على الرواق بثلاث شبابيك من الخشب، ويلاحظ الضريح الذي يتوسط هذه المساحة، كما تعلوه الزيارة الخاصة بالمختار.

أما قبر هانئ بن عروة قبال مرقد مسلم بن عقيل، يمكن الدخول إليه عن طريق الباب الرئيسية التي يمتد منها دهليز يفضي إلى الباحة المرقد وهو الذي وصفناه عند كلامنا عن مراحل الأعمار فيما يتعلق بالشباك الدائري الذي صنعه الهنود، تبلغ مساحة مرقد هانئ (150م2) فيما يعلو الضريح قبة مزدانة بالداخل بالكاشاني المزخرف ومن الخارج بالكاشي الأخضر حيث يبلغ قطرها (5م2) تقريباً وارتفاعها (8م2).

حملة الإعمار الواسعة المرتقبة

خلال زيارتنا للمرقد الطاهر التقينا بالسيد موسى السيد تقي الخلخالي الأمين لمسجد الكوفة والعتبات الملحقة به وقد أعطانا مشكوراً صورة واضحة عن حملة الأعمار التي بوشر بتنفيذها فقال (استلمت الأمانة الخاصة في شهر آب عام 2006م، فبدأت مباشرة بتقييم الوضع القائم في مسجد الكوفة عموماً ومزار مسلم بن عقيل خصوصاً لذا فقد تظافرت جهودنا على دعم مشاريع التطوير والتوسيع، علماً أن وضع المزار عموماً لا يلبي حاجات الزائرين كما انه  لا يتناسب مع شخصية كمسلم بن عقيل أول الشهداء، وعندما وجدنا أهل الخير قد ابدوا الرغبة الحقيقية للتبرع شرعنا بالعمل فقمنا بتبديل الزخارف المزججة التي يلاحظ تلفها، كما وضعنا خطة تتضمن تبديل شباك قبر المختار بن أبي عبيدة الذي سيكون من الفضة والذهب وجعل القبر يطل على جهتين بدلاً عن الجهة الواحدة وقد أكتمل من صنعه ما يقارب 70% كما باشرنا بصنع أبواب ذهبية لمرقد مسلم من جهة الرأس الشريف وأخرى من جهة النساء وكان المتبرعون عراقيين أما من جهة الرجلين فسوف يتم نصب باب فضية وقد تبرع بذلك رجل إيراني من أهل الإحسان كما تبرع آخرين بعمل قواطع خشبية بغية وضعها في المزار، وذلك لفصل الزائرين الرجال عن النساء، كما وصلت نصف كمية من المرمر الأخضر وننتظر الباقي والغاية منها رصف المرقد المطهر بالمرمر الجديد، وحين سألناه عن أمكانية تبديل الشباك الموضوع على المرقد، أجابنا: نعم هناك من تبنى مسألة الشباك وقد وعدنا خيراً، أما عن المنارة الخاصة بمسلم عليه السلام فقد بوشر بإعادة  ترميمها بالكامل على نفقة المحسن الحاج توفيق علاوي (الذي شيدها سنة 1968) وتتضمن مراحل الترميم، إكمال النواقص الموجودة فيها، تصليح الساعة، تبديل الزجاج، تغيير التأسيسات الكهربائية والإنارة وجلي قمتها الذهبية، كما تبرع أحد الأخوة العراقيين في إعادة تسليك ونصب الكهربائيات للمزار.

أما طائفة البهرة فقد تبرعت بإصلاح شبابيك المزار وفتحات التبريد (Ducts).

بالنسبة للأبواب الداخلية للمرقد التي تواجه الداخل للمرقد من جهة الصحن سيتم تغليفها بالذهب، أما الكتيبة القرآنية التي تحيط بالحرم فسيتم إكمالها بمجرد إكمال المرمر.

في النية أيضاً إضافة مساحات أخرى لصحن مسلم بن عقيل، أي بمعنى التوسع نحو الجهة الشرقية لأن الجهة الغربية للمرقد يحدها مسجد الكوفة المعظم، بحيث ستبلغ المساحة الإجمالية للصحن (12000م2) حيث سيتم إنشاء مكتبة ومؤسسة لأحياء التراث مع مؤسسة تعليمية تدرس العلوم باعتبارها إعادة الدور التاريخي العلمي الخالد لمسجد الكوفة.

بالنسبة لمرقد هانئ بن عقيل سيتم تغييره بالكامل حيث أعددنا الخرائط والتصاميم وسوف نباشر العمل عن قريب أنشاء الله تعالى، وعليه ستبلغ مساحة مرقد هانئ (825م2) بعدما كانت (150م2).

جهود حثيثة تسعى لإعمار هذه البقاع المباركة المطهرة، التي تضمن ثراها نفوس أبيّة كتب لها الخلود فكانت هي والفناء على طرفي نقيض

 

المصادر:

(20) الجبوري، مزارات الكوفة ص44.

(21) المصدر السابق ص45.

(22) المصدر السابق، ص44.

(23) الجبوري،تاريخ الكوفة الحديث،1/99.

(24) المصدر السابق 1/99.

(25) العمري، رحلة نيبور وما بعدها ص84.

(26) الجبوري، مزارات الكوفة ص46.

(27) مراقد المعارف 2/307

(28) تاريخ الكوفة ص98.

(29) مراقد المعارف، 2/ 310.

(30) جواهر الكلام 1/ 21.

(31) الجبوري، تاريخ الكوفة الحديث،1/100_106، بتصرف.

(32) حرز الدين، معارف الرجال 2/311.

(33) الجبوري، تاريخ الكوفة الحديث، 1/100ـ106، بتصرف.

(34) المشهدي، فضل الكوفة ومساجدها ص87.

(35) العتبات المقدسة في الكوفة ص33.

(36) تاريخ من دفن في العراق من الصحابة ص542.

(37) البلاذري، أنساب الأشراف 4/ ق2 ص28.

(38) الجبوري، تاريخ الكوفة 12/106.

(39) حرز الدين، معارف الرجال 2/314.

 

النص مقتبس من مجلة ينابيع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.