قال في مراقد المعارف:
(مرقدهما بوادي السلام في مدينة النجف الآشرف،خارج سورها القديم, الى الشمال من مركز المدينة القديمة, في حرم واحد عليه قبة متوسطة, وكان على هذا المرقد صخرة حمراء قديمة طولها ذراع يد وأصابع، وعرضها شبر، كتب بالخط الكوفي تصرح بأن هذا المرقد هو مرقد هود وصالح.
أول من وضع على قبريهما صندوقاً من الخشب هو العالم الرباني السيد محمد مهدي
بحر العلوم , وقد نذرت الملا ضفيرة حرم الملا يوسف بن الملا سليمان المتوفى سنة 1270 هـ، نقيب وخازن مرقد علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)، إذا رزقهما الله تعالى ولداً تبني على قبريهما قبة, فولد لها الملا محمود وسليمان فزفت بنذرها وبنت عليهما قبة من آجر صغيرة.
وفي سنة 1333 هـ لما حاصر الإنكليز مدينة النجف أربعين يوماً ( وهو الحصار الكبير ) هدموا مرقدي هود وصالح عليهما السَّلام بل وكثير من البقاع المشرفة عبثوا بها، وعندما ارتفع حصار النجف خرجنا إلى قبريهما عليهما السَّلام، فوجدناهما ربوة من آجر والصخرة المذكورة مفقودة.
نبي الله هود(عليه السلام) فيعود نسبه إلى سام بن نوح(عليه السلام) وقد أرسله الله سبحانه إلى قبيلة عظيمة من العمالقة تدعى قبيلة عاد ضمن الفترة 2500-2200 قبل الميلاد تقريباً، وهي من القبائل العربية البائدة. وسميت بذلك نسبة إلى أحد أجدادها وهو عاد واتجهوا إلى عبادة الأوثان من دون الله تعالى قال تعالى: [كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون إني لكم رسول أمين]. فأرسل الله لهم هوداً(عليه السلام) يدعوهم إلى عبادة الله وحده وينذرهم من عذاب يوم عظيم فلم يؤمن منهم إلا قليل فأرسل الله عليهم سحاباً كثيفاً من السماء فلما رأوا السحاب فرِحوا واستبشروا وظنوه يحمل المطر الغزير، فلما أظلتهم السُحُب رأوها سوداً قاتمة ففزعوا ثم هبت عليهم الريح العقيم وسلطها الله عليهم سبع ليال وثمانية أيام متتالية فأهلكتهم ونجا هود والذين آمنوا معه برحمة من الله .قال سبحانه: [فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق*وقالوا من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون *فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا* ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون].
نبي الله صالح(عليه السلام)
وأما نبي الله صالح فقد أرسله الله تعالى ضمن الفترة 2000-1900 قبل الميلاد تقريباً إلى222 قبيلة
من القبائل العربية وهي قبيلة ثمود وقد كانت مساكن ثمود في شبه الجزيرة العربية بين الحجاز والشام وآثار مدائن هؤلاء القوم ظاهرة حتى الآن وتسمى مدائن صالح. وإن ثمود من بقايا قوم عاد وقد عاشوا قبل عصر إسماعيل. وكانوا يعدّون قدرتهم على نحت الصخور دليلاً على قوتهم ورأوا أنهم أقوى وأعظم الأرض ولم يؤمن منهم إلا قليلٌ، وأما أكثرهم فقد استكبروا وظلوا عاكفين على عبادة الباطل فطلبوا منه(عليه السلام) معجزة تشهد بصدقه فأيده الله سبحانه بمعجزة تناسب منطقتهم ناقة عظيمة. فآمن بعضهم، قال تعالى: [وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها] وقد حذرهم صالح(عليه السلام) من التعرض للناقة بسوء. ولكنهم عقروها بغياً وظلماً [فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين].
اخرج نصر بن مزاحم المنقري ، عمر بن سعد ، حدثني سعد بن طريف عن الأصبغ بن نبانة عن علي قال : قال علي عليه السلام :
ما يقول الناس في هذا القبر ؟ – وفي النخيلة قبر عظيم يدفن اليهود موتاهم حوله –
فقال الحسن بن علي : يقولون هذا قبر هود النبي صلى الله عليه وسلم لما أن عصاه قومه جاء فمات هاهنا .
قال : كذبوا ، لأنا ، أعلم به منهم ، هذا قبر يهودا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، بكر يعقوب.
ثم قال هاهنا أحد من مهرة ؟ قال : فأتى بشيخ كبير ، فقال : أين منزلك ؟
قال : على شاطئ البحر .
قال : أين أنت من الجبل الأحمر ؟
قال : أنا قريب منه .
قال : فما يقول قومك فيه ؟
قال : يقولون : قبر ساحر .
قال : كذبوا ، ذاك قبر هود ، وهذا قبر يهودا بن يعقوب بكره .
ما روي عن أبي مطر لما ضرب ابن ملجم الفاسق(لعنه الله) أميرَ المؤمنين(عليه السلام) قال الحسين(عليه السلام) لأبيه: أقتله؟ قال: (لا ولكن احبسه فإذا متُّ فاقتلوه وإذا متُّ فادفنوني في ظهر قبر أخويَّ هود وصالح)