الخميس , 21 نوفمبر 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » أدباء » عبدالأمير الحصيري

عبدالأمير الحصيري

مصادر الدراسة:

1 – جعفر صادق التميمي: معجم الشعراء العراقيين المتوفين في العصر الحديث ولهم ديوان مطبوع – شركة المعرفة – بغداد 1990.

2 – حميد المطبعي: موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين – دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد 1995.

3 – صباح نوري المرزوك: معجم المؤلفين والكتاب العراقيين (جـ 4) بيت الحكمة – بغداد 2002.

4 – عزيز السيد جاسم: مقدمات دواوين المترجم له.

( 1361 – 1408 هـ)

( 1942 – 1987 م)

سيرة الشاعر:

عبدالأمير بن عبود بن مهدي الحصيري.

ولد في مدينة النجف (جنوبي العراق)، وتوفي في بغداد، ودفن في النجف.

قضى حياته القصيرة في العراق بين النجف وبغداد.

تلقى دروسه الابتدائية في النجف ودخل المدرسة المتوسطة ولم يكملها، وإنما انصرف إلى ارتياد المجالس الأدبية في النجف، وقراءة دواوين الشعراء العرب.

رحل إلى بغداد (بعد الحركة العسكرية: 14 تموز 1958) فاشتغل محررًا في جريدة «المواطن»، لكنه ترك عمله وعين محررًا في القسم الثقافي في مجلة «وحي

العمال»، ثم عمل في دائرة الإذاعة والتلفزيون مصححًا لغويًا، ثم شارك في تأسيس «مؤسسة أقاصي للطباعة والنشر والإعلام».

كان يفضل حياة التبطّل على الارتباط بعمل محدد، فاتخذ من مقاهي بغداد مقرًا للقاء الأدباء والشعراء وكتابة الشعر.

كان شديد الإهمال لهيئته ومظهره حتى إثارة الازدراء.

 الإنتاج الشعري:

– صدر له أحد عشر ديوانًا هي: «معلقة بغداد»: مطبعة الأمة – بغداد 1962. – «أزهار الدماء»: مطبعة الآداب – النجف 1963. – «سبات النار»: مطبعة البصري – بغداد 1969. -« أنا الشريد»: مطبعة النهضة – بغداد 1970. -« بيارق الآتين»: (بمشاركة خالد يوسف) مطبعة الأهالي – بغداد 1970. – «مذكرات عروة بن الورد

»- دار الحرية للطباعة – بغداد 1973. – «أشرعة الجحيم»: مطبعة الغري الحديثة – النجف 1974. – «تشرين يقرع الأجراس»: مطبعة الغري الحديثة – النجف 1974. -« تموز يبتكر الشمس»: دار الحرية للطباعة – بغداد 1976. – «شمس وربيع»: دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد 1986. – «غزليات عبدالأمير الحصيري وقصائد أخرى»: دار الشؤون الثقافية – بغداد 1988 (صدر بعد وفاته). – «فارس الحق»: مطولة في مديح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (طبع بعد وفاته) – بغداد 1991، ونشرت المجموعة الكاملة للشاعر – دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد.

شعر يصدر عن حالات نفسية، يمزج طول النفس بغريب الاشتقاق واضطراب الاستعارات والصفات، لو صادف شيئًا من الصقل ومراعاة أصول البناء الشعري لكانت له منزلة. له جرأة على القوافي الصعبة والمعاني المتناقضة، مع حرصه على الموزون المقفّى.

 عناوين القصائد:

من قصيدةك قدحٌ مهجتي وروحي قوافي!

رجوع الشوق

من قصيدة: أمتي

من قصيدة: احفرِ الريح

من قصيدة: رب القصيد

من قصيدةك قدحٌ مهجتي وروحي قوافي!

قـدحٌ مُهجتـي، وروحـي قـــــــــــــــواف

وأمـانـيَّ نشـوةٌ فـي الضفــــــــــــــافِ

وطعـامـي تقبـيل ثغرٍ شهــــــــــــــــيٍّ

مـثلَ كأسٍ رسمتِهِ يـا سُلافـــــــــــــــي

فلـيـالـيَّ عـاقـراتٌ إذا لــــــــــــــم

تَصِلـيـهـا عـلى احتضـار العفــــــــــاف

وطمـوحـي عـلى مـيـاهِك يـنســــــــــــا

بُ نسـيـمًا، وفـي نهــــــــــــــارك غاف

يرفض الثلج طـامحًا فـيك أن يَصْـــــــــــ

ـطـافَ نـارًا تأجَّجت فـي شَغافــــــــــــي

كلُّ شـيءٍ إذا ارتــــــــــــــــواك فراقٌ

كل سحـرٍ يستشفعُ الـحـلــــــــــــمَ إغرا

ءَ الـتفـاتـي مـولَّهٌ بـالـمـنـافــــــــي

كل أنشـودةٍ تغازل سمعــــــــــــــــــي

خرَسٌ يُنطق الربـيعَ جفـافــــــــــــــــي

تفقـد الـذكريـات تأريـخهـا الـمَنْـــــــ

ـحـوتَ حتى فـي غفلة الأرهـــــــــــاف!!

لـحظةٌ تلك لـم تكـن تعـرف الـوَجْـــــــــ

ـدَ، ولا عـاشـرتْ هـوى الأطـيــــــــــاف

زحـمتْ بـامتدادهـا، شـــــــــــــوق أيّا

مـي وصـاغتْ جنـاحهـا بـاختطـافـــــــــي

ومضت نشـوةٌ تُدِلُّ عـلى الـدَّهْــــــــــــــ

ـرِ، وتـنسـى احتـراقهـا بـلهـافــــــــي

أفصحـي بـالقنـوط أيـتهـا الرَّقْــــــــــ

ـدَةُ أفضـي صحـوًا بـغفـوِكِ خــــــــــــاف

لستُ بـالنـاحتِ الضلـوعَ مـن الصَّمْـــــــــ

ـتِ، ولا واهـبِ السَّمـا أوصـافـــــــــــي

لست بـالـمُرْكِبِ الشـواطئ سُفْنـــــــــــي!

لست بـالـمسكـنِ الـبحـارَ الفـيـافــــــي

[لستُنـي] هـائمًا عـلى شفق العَيْــــــــــ

 ـنِ الـمـندّاة بـاحـمـرار السـوافـــــــي

أفصحـي فـالنجـومُ يشهدنَ أعـمـــــــــــا

قَكِ لا تكتـمـي حنـيـنَ الـمـرافــــــــي

أنـا أرتـادهـا فبـوحـي خَيـــــــــــالا

هـذه يـقـظةٌ؟ وذاك هجـــــــــــــــــوعٌ

سكِر السـرُّ مـن سـراب الـتجـافــــــــــي

أتلعْثَمْتَ أيـهـا الغدُ عــــــــــــــن يَوْ

مـي؟، وقـادتْك عـن ظلال الـتصـافـــــــي

قهقهـاتُ السحـاب فـي مَسْمعِ الأُفْــــــــــ

ـقِ، ونَشْجُ الريـاح فـي الصـفصــــــــــاف

وارتحـال الطـيـور عــــــــــــن كل غصنٍ

    وَشَّحتْه الثلـوج عُريَ الجفـــــــــــــــاف

واعتزالُ الطبـيعةِ الـحـلـوةِ الـحَسْـــــــ

ـنـاءِ عـن كل مـنــــــــــــــــبعٍ رفّاف

أم تُرانـي فقـدتُ وجهـيَ فـاستغـــــــــــ

ـربـتَ مـنـي ولـذتَ دون هُتـافــــــــــي؟

أم تـرى غـيَّرتْ طبـائعَكَ الـخُضْــــــــــــ

ـرَ تـراتـيلُ غـيبتـي، وانصرافــــــــــي

عـن أمـاسـيكَ وهـي تفتَتِح السِّحْـــــــــــ

ـرَ الـمُنَدَّى فـي عـالـم الأطـيـــــــــاف

أم تـنـاسـيـتَنـي؟ وإطلالة الـبُعْــــــــ

ـدِ انطفـاءُ احتـراقِ شـوقٍ صـــــــــــاف؟

أم تظاهـرتَ بـالـتـنـاسـي لكـي أطْـــــــ

ـمُرَ حتى الـممـاتِ عـنك طـوافــــــــــي؟

 رجوع الشوق

حـيـن فـاجأتَنـي ببرْقِ النهــــــــــــارِ

وتـمشَّى رعْدُ الجحـيـــــــــــــــم بأضلا

عِيَ، شلالَ رهـــــــــــــــــبةٍ، واخضرار

ـيف أشـرقتَ فـي سمـائـيَ كـالـبِلْــــــــ

ـلَوْرِ وقعًا مكلَّلاً بـاسمــــــــــــــرار؟

إننـي حـيـنمـا أذقتَ رؤايَ الــــــــــــ

ـوجهَ وردًا لـم تكتشفْه الـــــــــــبراري

أوقـدتْ مقـلـتـاك فـي يـانع القَلْــــــــ

ـبِ مـصـابـيحَ لا تـراهـا الــــــــدَّراري

يـا صـبـيَّ الجفـون أهدابُك الخُضْــــــــــ

ـرُ نخـــــــــــــــــيلٌ وقّادةُ الإخضرار

تستـمـيل الـمسـاء أن يشـتهـي الــــــبَدْ

رَ إذا رتَّل اشـتـيـاقَ الصحــــــــــــاري

كـيف يشـتـاقنـي جـمـالكَ كـيف السْـــــــ

ـسِحْرُ يـهـوى تـرقُّبـي، وانـــــــــتظاري؟

أظِلالٌ مـن الغـيـوب تَصـبَّيْـــــــــــــــ

ـنَ خـفـاءً لقـلـــــــــــــــبك السَّحَّار؟

أم تـرى الـمستحـيلَ أومأَ فــــــــــي سِرْ

ـرِك حتى أشـرقتَ فـوق ديـــــــــــــاري؟

عـنفـوانُ النسـيـم شـاكـسَ عَيْنَيْــــــــــ

ـيَ ازدهـاءً فـي نشـوة الإعصـــــــــــار

أيـهـا الطـائفُ الغريب بأنْفــــــــــــا

سـي تـرفَّقْ بـدهشـتـي، وانـبـهــــــــاري

إن فـي نـاظريك سحـرًا عجـــــــــــــيبًا

لـم يجـد غـيرَ لهفتـي مـن قــــــــــرار

اسْقِنـي قُبـلةً أُعـــــــــــــــــاطك أيّا

مًا مـن الــخُلْد، والغرام النـــــــــاري

أيـهـا السـاحـرُ الـمؤرِّج أنْهـــــــــــا

رًا مـن اللطف قـد غزاك ابتشــــــــــاري

بـهتـاف الـبريـق فــــــــــي غصنك النّا

ضِرِ فـي بسمة الرحـيـق الـــــــــــمداري

فـي شفـاهٍ لـو يلـمس النجـــــــــمُ ذِكْرا

إنَّ حـلـمًا عـلى محـيّاك يـنمــــــــــــو

مُدَّهُ مـن رضـاك بـالإزدهـــــــــــــــار

نظرةً عذبةً! بـهـا يُرجع الشـــــــــــــو

قُ نديـمَ الأرواح والأبصـــــــــــــــار

من قصيدة: أمتي

يـقـظةُ الشمس فـي جفـون النُّعــــــــــاسِ

أم عبـور الربـيع نهـرَ الأمـاســــــــي؟

أم صدًى متـرفٌ مـن الهـمس يـنســــــــــا

بُ، فتخبـو غَواية الأجـــــــــــــــراس؟

أشـواظٌ مـن الجِنـان يَرود الـــــــــــــ

أرضَ ظلاً مـنعَّم الأقبـــــــــــــــــاس؟

 م نمـيرٌ مـن الجحـيـم ظلـيل الـــــــــ

ـوَهْجِ يصطـافُ فـي نهـوض الـتـنـاســــــي؟

أم رؤى أمتـي؟ يـهـبُّ لهـا الـدَّهْـــــــــ

ـرُ، وتجثـو لـدى خُطـاهـا الرواســـــــي؟

يـا لهـا روعةً!! تبـاهت بـهـــــــا الأر

ضُ عـلى كل كـوكبٍ مـــــــــــــــــــيّاس

وازدهى الـمـجـد أن يرفَّ وســـــــــــامًا

أبـديّاً بصدرهـا الــــــــــــــــــحسّاس

قـمةٌ إثر قـمةٍ تتهـــــــــــــــــــاوى

قـلـبُه فـوزَ نـبضِه بـالـتـمـــــــــــاس

مِنْ شذا بـارقٍ تـوشَّح عَيْنَيــــــــــــــــ

ـهـا ففـاضت بـه دُنــــــــــــا الأحداس

طـوتِ الأرضَ مـنذ «سـومــــــــــــرَ» حتى

تُوِّج الـمـجـدُ فـي بنــــــــــي «العبّاس»

وبَنـتْ فــــــــــــــــــي شَغاف كلِّ فؤادٍ

كلُّ نـبتٍ فـي غابة النـور لـو لـــــــــم

ــــــــــــــــــــــتتعهَّدْهُ فرَّ ل

كل نُعـمـى لـو فـارقت رؤية الـتَّحْــــــــ

ـنـانِ مـنهـا تضرَّعتْ لانحـبــــــــــــاس

سـادتِ العـالـمَ القـديـم بعـــــــــــدلٍ

هـو جَوْرٌ فـي عـالـم الأرجـــــــــــــاس

لـم يُضِرْهـا أن العثـارَ غزاهــــــــــــا

خـاطفًا سحـرَ نَصرِهـا بـــــــــــــاختلاس

لـم يُضرْهـا أن الـديـاجـير ألـــــــــوَتْ

لضحـاهـا أعـنَّةَ الإنـتكـــــــــــــــاس

طـالـمـا كـان روحُهـا يرتقـي النَّجْـــــــ

ـمَ، ويـوفـي عـلى الزمـان القـاســـــــي

فهْو إن غاب حقبةً عـن سمــــــــــــــاوا

تِ عُلاه وراء سـور نحــــــــــــــــــاس

يـنـتفِضْ بعـد حقبةٍ شــــــــــــامخَ الرأ

سِ، ويـخلــــــــــــــــدْ مُلألِئ النِّبْراس

لا تقـلْ يـا زمـانُ: إخـفضْ جنـاحـيـــــــ

ـكَ، فـمـا تلك شـيـمتـي ومِراســــــــي!!

إننـي رغم أنف كلِّ اللـيـالـــــــــــــي

سـوف أبقى فـي النجـم أرفعُ راســـــــي!!

مـرغمًا أنفَك الـذي لـو جفـــــــــــــاه

أمسِ نعـلـي لـم يبخسِ الـيـومَ بـاســـــي!

لا تقـل: أيـن زهـوُ مـجـــــــــدك ولَّى؟؟

لا تقـل يـا زمـانُ: أيـن مـجـالـيـــــــ

فـي «الفراتـيـن» مـلقـيـاتٍ لفجـر «الـــ

ـعُرب» طرّاً فـي نـورهـنَّ الـمـراســــــــي

اتَّئدْ تـرمقِ العجـيب سـيـدعـــــــــــــو

كَ عـلى سَمْعِ مأتـم الأنكـــــــــــــــاس

من قصيدة: احفرِ الريح

ــــــــــــــاحفُرِ الريحَ وارتفعْ أيّ

وانطلِقْ فـي يـد الأعـاصـيرِ نشـــــــــوا

نَ، ورتِّلْ أقصى الـمطـــــــــــــامحِ أدنى

وتحـرَّرْ مـن الـتقـالـيــــــــــد، وارْقُصْ

فـي مـروج الـمـوج الـمـرنِّم غُصنــــــــا

 كلَّ مـا تـرتئـي رغائبك الرَّيْـــــــــــــ

ـيـا تَفتَّحْ يَحْضُنْك مـا تتـمـــــــــــــنّى

وتـنشّقْ عبـير روحك فـي الأُفْـــــــــــــ

 ـقِ إذا أدمـنَ القنـوطَ الـمعـــــــــــنَّى

وارتشِفْ مـن رحـيـق ألـحـانك الخُضْــــــــ

ـرِ إذا نـاعسُ الـبكــــــــــــــور تثنَّى

وتعـرَّى مستبـدلاً حـللَ الـمـــــــــــــوْ

لا تُعِرْ مِسمعــــــــــــــــــيْك أيَّ نداءٍ

مـثقـلٍ مـن صدى الـمقـادير غُبنـــــــــا

وابتعـدْ عـن مدىً بـه يُخرس الـمـــــــــا

ضـي شعـاعًا بـه الغدُ الـحـلــــــــوُ غَنَّى

خَرِفَتْ فـي الزمـانِ هـوجُ الـمقـايـيـــــــ

ـسِ ونـادت أجـراسُهـا الخُرْسُ وَهْنـــــــــا

واشـرأبَّتْ مكـانَهـا جـرأةُ الـحُلْــــــــــ

يسمعُ الشـوقَ أخضرًا مـن مآقـيــــــــــــ

ـهـا ويجْلـوه مُثـمــــــــــــرًا مطمئنّا!

يـا شـراعًا يـتـوِّج الـمـوجَ إكْلـيــــــــ

 ـلاً تـروَّى فَضـيضُهُ الـوهْجَ لـونــــــــــا

يشـرب الأفقَ خَطْوُهُ مـن يـد الرِّيــــــــــ

ـحِ ويُهدي إلى الـمـوانئ سُفْنــــــــــــا

ويـقـود النجـوم فـي ركبـه الفـــــــــا

تحِ فـي صدر عـالـمِ السحـرِ كـوْنـــــــــا

حـاضنًا بَهْوُهُ الأسـاطـيرَ يـنقـــــــــــا

دُ إلـيـهـا الزمـانُ قـرْنًا فقـرْنـــــــا

من قصيدة: رب القصيد

عـيـنـاكَ يسكـن فـي هُدبَيْهـمـا الـــــوطنُ

ومـن مُحـيّاك يُسقى هديَهُ الزمــــــــــــنُ

ومـن تلفُّتك السمح الجـريء لـــــــــــدى

حديثِكَ العذب تـروي مـجـدَهـا الـــــــمدن

سِيَّانِ إن كـنـت فـي حـلٍّ وفــــــــــي سفرٍ

فأنـت فـي نفحـات الشعـــــــــــر مُحتضَن

وإن تطلَّعتَ فـــــــــــــــالأحداق أفئدةٌ

مـن سحـر لـحنك يجـري نـبضُهــــــا الهَتِن

فـمذ ركبتَ بحـور الشعـــــــــــر مبتكرًا

أحـلامَه الخضرَ عقَّت رحْبَه الـــــــــــمحن

ومذ رسمتَ بضـوء الـحـرف مـــــــــــنهجَه

فـوق الثريـا تجـافى طرفَه الـــــــــوسن

بـوركتَ مـن ألـمعـيٍّ مذ أطلَّ عـلى الـــــدْ

دُنـيـا تفتّحَ مـنهـا وجهُهـــــــــا الغضِن

فأنـت للسحـرِ فــــــــــي ثغر الضحى لغةٌ

وأنـت للـحن فـي أفق الـمـــــــــنى مُزُن

وأنـت للأدب الخـفّاق بــــــــــــــيْرقُه

عـلى السمـاوات فـــــــــــي أشذائه وطن

ربَّ القصـيـد، ولـو أن السَّنـــــــــا كَلِمٌ

والعطرَ وزنٌ، وإحسـاس الـورى فتـــــــــن

مـا كـنـتَ تُجزى لـمـا أسديْتَ مــــــن كرمٍ

بـه تَكشّفَ عـن ذا العـالــــــــــم الشجن

بـه تـرقـرقتِ النعـمـى مـصـافـــــــــيةً

طـيبَ النفـوس الـتـي بـالسحـر تفتَتـــــن

وتُكبتُ الأنفسُ الغـــــــــــــيرى بروعته

إذ لـم تُرنِّم أنـاشـيـدًا متـــــــــــوّجةً

حـمدَ القـلـوب لكـيـمـا تطرب الـمـــــنن

بـل رمتَ أن تسكب الظلـمـاءُ أضــــــــويةً

خضرًا يُذوَّبُ فـيـهـا الـيأسُ والـوهـــــــن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.